سولارابيك – بيروت، لبنان – 13 يونيو 2023: تبلغ حاجات لبنان من الكهرباء 12.5 مليون ميغاواط ساعة سنوياً، بحسب أرقام وزارة الطاقة هناك لعام 2019.
إلا أن تقريرًا صحفيا نُشر في صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الثلاثاء (13 يونيو 2023) أشار لدراسة أجراها باحثون في مركز الاستشعار عن بعد التابع للمجلس الوطني للبحوث العلميّة في لبنان، بالتعاون مع جامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا.
تقول إن «تغطية 50% فقط من سطوح الأبنية بألواح الطاقة الشّمسيّة، يمكن أن تولّد 28.1 مليون ميغاواط ساعة سنوياً، أي أكثر من ضعفي هذه الحاجة».
واستند الباحثون على صور الأقمار الصناعية في الدراسة التي استخدم فيها الذكاء الصناعي.
خطة مقترحة
رسم الفريق البحثي، «خريطة المساحات المبنيّة في لبنان»، ووضع «مقترح خطة للاستفادة من السطوح في توليد الكهرباء عبر الألواح الشمسية».
وبحسب منسّق الفريق الدكتور علي جواد غندور «استخدمت الصور الجويّة لتحديد مساحات السّطوح وتفاصيلها، وتلك القابلة لاستقبال الألواح.
وبعد معرفة المقدّمات الأساسيّة، وُضعت معادلات تقديريّة تحتسب كميّة الطاقة المولّدة في كلّ منطقة.
وفي خلاصات الدراسة أن «استخدام 5% من سطح المبنى، ينتج كهرباء كافية لاستهلاك معتدل لعائلة واحدة سنوياً»، وفي حال تغطية 50% من مساحة السّطح، «يغطي إنتاج الكهرباء حاجة 8 أسر».
علماً أنّ الدراسة اعتمدت ألواح الطاقة الشّمسية بقدرة 400 واط كمعيار، وأرقام استهلاك الكهرباء الخاصة بوزارة الطاقة لعام 2019، والتي تشير إلى «استهلاك الأسرة 3 ميغاواط ساعة من الطاقة سنوياً».
إمكانات المناطق
وبيّنت صور الأقمار الاصطناعية وجود 800 ألف مبنى موزّعة على كامل الأراضي اللبنانية.
تستأثر المدن الرئيسية بمساحة السطوح الأكبر، إذ تبلغ في بيروت مثلاً حوالي 6 كلم مربّعة، وفي طرابلس 4 كيلومترات وتشكل المساحات المبنيّة في المدينتين 27.8% في بيروت، و14% في طرابلس.
ورسمت الدراسة «خريطة الاستفادة من إمكانات الطاقة الشّمسية في لبنان».
وتبيّن فيها أنّ منطقة البقاع عموماً، وبعلبك الهرمل خصوصاً، تتميّز «بالقدرة الأعلى على حصاد الطاقة الشّمسية» سنوياً، نظراً إلى «الانقشاع الأكبر، وقلّة الغيوم، كونها منطقة داخلية، وزاوية أشعة الشمس»، وهذا ما يجعل فعالية الألواح الشمسية فيها أعلى من المناطق السّاحلية.
ولكن، على عكس المناطق السّاحلية، تُعدّ هذه المنطقة الأفقر عمرانياً، إذ لا تزيد نسبة المساحات المبنية فيها على 1%، إلا أنها رغم ذلك، قادرة على تأمين حوالي 3 ملايين ميغاواط ساعة سنوياً.
أمّا بيروت، التي تناهز المساحة المبنية فيها ربع العاصمة، فقادرة على تأمين حوالي مليون ميغاواط ساعة سنوياً عبر تغطية 50% من سطوحها بألواح الطاقة الشّمسيّة.
توصيات
وأوصت الدراسة بـ«ضرورة استغلال القدرات الضخمة في حصد الطاقة الشمسية لمنطقة بعلبك الهرمل»، عبر «إقامة مزارع للألواح الشّمسية فيها نظراً إلى وجود أراضٍ شاسعةٍ».
ومقابل المقدرات العالية للأراضي اللبنانية في إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، يشير غندور إلى «هدر كبير على مستوى استغلال المساحات والإنتاج».
فالحلول الفردية، وغياب التنظيم يؤدّيان إلى «تركيب محطات طاقة شمسية منزلية أكبر من حاجات الناس»، وهذا ما جرى الصيف الماضي في ذروة أزمة الطاقة، إذ لا يستفاد من الإنتاج الكامل لهذه الألواح طوال مدّة تعرّضها للشمس خلال النهار.
لذا، تمت التوصية بـ«إقرار مشروع قانون إنتاج الطاقة المتجددة وتفعيل الاستعدادات التقنية من قبل مؤسسة كهرباء لبنان الخاصة ببيع الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية المنزلية نحو الشبكة العامة، لتحويل الحلول الفردية إلى جماعية».
ويحتاج الأمر إلى جهد إداري وتقني كبير وتطوير برامج الفوترة وزيادة قدرة الشبكة على استيعاب الطاقة التي تضخ إليها من المنازل في أوقات الذروة عند الظهيرة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة..
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: الأخبار