سولارابيك – مكة المكرمة، السعودية – 18 يونيو 2023: مع اقتراب موسم الحج، تتعالى الأصوات المطالبة باتباع أساليب صديقة للبيئة، والتخفيف من الضغط على الموارد البيئية، في ظل التوقعات بأن يتجاوز عدد الحجاج الـ2 مليون.
وتواجه السعودية تحديات بيئية جمة/ على رأسها أطنان النفايات التي يخلفها أكبر تجمع بشري، وهو ما دفع المملكة قبل عامين إلى إطلاق مبادرة “المشاعر الخضراء”، التي تتضمن مشروع ” مخيم الحج الأخضر” لمعالجة النفايات الصلبة المتولدة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج.
تعزيز الوعي البيئي
في حديث صحافي سابق، الدكتورة ماجدة بنت محمد أبو راس، عضو هيئة التدريس وحدة التقنية الحيوية قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، صاحبة مبادرة استراتيجية الحج الأخضر، إن هذه المبادرة تأتي من أن أجل التغيرات المناخية التي يشهدها كوكبنا وخفض الانبعاثات والتخفيف من آثارها والتوازن البيئي والأمن الغذائي والطاقة والمياه.
وأشارت أبو راس أن الأهداف الاستراتيجية تتمثل في تعزيز الوعي البيئي لدى ضيوف الرحمن، وتطوير عمليات التجميع والفرز للنفايات، بالإضافة إلى استثمار النفايات من خلال صناعة التدوير، بجانب الاستثمار الأمثل لبرامج التنمية المستدامة.
وذكرت أبو راس أن استراتيجية الحج الأخضر أول مبادرة علمية مستدامة متكاملة بشراكة استراتيجية مع الجهات ذات العلاقة للتخطيط العام وتأسيس بيئة تحتية للإدارة البيئية المتكاملة في منطقة المشاعر المقدسة ومدينة مكة المكرمة على مدار العام، مشيرة إلى أنها تحوي برامج توعية تتناسب مع جميع الجنسيات والثقافات المختلفة لضيوف الرحمن خاصة والعالم الإسلامي عامة.
الإدارة المستدامة للموارد
في تقرير لموقع رصيف 22، تقول المسؤولة عن الحملات في مشروع “أمة لأجل الأرض” في “غرينبيس”، نهاد عواد، إن ” الحج من أكبر التجمعات السنوية في العالم، ويمكن أن يكون التأثير البيئي لمثل هذا الحدث كبيراً جداً، بما في ذلك استهلاك المياه والطاقة، وتوليد النفايات، وتلوث الهواء، والضغط على الموارد الطبيعية، ويساعد تنفيذ المبادرات الخضراء واعتماد الدليل الأخضر للحج والعمرة الذي أطلقناه باللغات العربية والإنكليزية والاندونيسية والماليزية على تقليل البصمة البيئية للحج، والتخفيف من هذه الآثار السلبية والحفاظ على النظم البيئية الحساسة في المنطقة”.
وتشرح عواد بأن مبادرة الحج الأخضر تقوم على الإدارة المستدامة للموارد، من خلال التركيز على الحفاظ على المياه، وكفاءة الطاقة، والحد من النفايات، والاستهلاك المسؤول، باعتماد ممارسات صديقة للبيئة، مثل استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وإعادة تدوير النفايات، وتقليل استخدام المياه، مما يساعد على تقليل الضغط على الموارد المحلية، مما يضمن توافرها على المدى الطويل لكل من الحجاج والمجتمعات المحلية.
ويساهم الدليل الأخضر للحج والعمرة، وفق نهاد عواد، “في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالنقل واستخدام الطاقة وإدارة النفايات أثناء الحج. من خلال اعتماد ممارسات مستدامة وتعزيز البدائل منخفضة الكربون، مثل النقل العام أو أماكن الإقامة الصديقة للبيئة، يمكن تقليل البصمة الكربونية للحج بشكل كبير”.
ويساعد الدليل الأخضر على خلق بيئة أكثر صحة وأماناً للحجاج، وكذلك المجتمعات المحلية، فالحد من تلوث الهواء والماء، وإدارة النفايات بشكل فعال، وضمان الممارسات الصحية يمكن أن يقلل من المخاطر الصحية ويعزز التجربة الكلية للحج، وفق المسؤولة في “غرينبيس”
وتنوه نهاد عواد إلى أن الترويج للحج الأخضر يتماشى مع التعاليم الإسلامية للحفاظ على البيئة والاستدامة واحترام العالم الطبيعي، ووصفته بأنه بمثابة فرصة للحجاج لأداء واجباتهم الدينية مع مراعاة مسؤولياتهم البيئية.
يعتبرالحج أكبر تجمع من الناس في العالم حيث يتلاقى المسلمون من عدة بلدان لأداء الشعائر الدينية، ويؤدي ما يقرب من ثلاثة ملايين مسلم فريضة الحج كل عام. إن اتخاذ الترتيبات اللازمة سنوياً لعدد الحجاج المتزايد يشكل تحدياً لوجستياً بالغاً للحكومة والسلطات المعنية المكلفة بتوفير احتياجات السكن والنقل والصرف الصحي والغذاء والرعاية الصحية للحجاج.
يعد الحج، أكبر تجمع للناس في العالم، إذ يتلاقى المسلمون من جميع أنحاء الكرة الأرضية لزيارة المشاعر المقدسة وأداء الفريضة الخامسة، إلا أن لذلك أثراً هائلاً على البيئة دفع السعودية إلى البحث عن أساليب خضراء مستدامة.
إجراءات صديقة للبيئة
وينقل التقرير عن رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية، أحمد شريدة، أهم الإجراءات التي يمكن للحاج الالتزام بها ليكون صديقاً للبيئة وهي “أولاً يحب على الحاج أن يستخدم عند الإمكان وسيلة سفر صديقة للبيئة، تعمل بالطاقة الشمسية أو الكهرباء. وفي مكة يجب أن يفكر باختيار فندق صديق للبيئة، واستخدام باصات تعتمد على الطاقة الشمسية. على الحاج أيضاً فرز الفضلات الناتجة عنه لإعادة تدويرها، وهذا أصبح متوفراً في المملكة فهناك حاويات لكل نوع من النفايات. وبالنسبة للأضحية يجب أن تتم في الأماكن المخصصة لها لتجنب تلويث البيئة بأي شكل”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة..
نتمنى لكم يومًا مشمسًا..
المصدر: صحيفة البلاد ، واس ، رصيف 22