سولارابيك – بغداد، العراق – 24 يوليو 2023: يواجه العراق أزمة جفاف قاسية للعام الرابع على التوالي، بلغت ذروتها في انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، ما تسبب بنفوق ملايين الحيوانات المائية.
ويلقي سولارابيك في هذا التقرير الضوء على الأزمة المائية التي يواجهها نهرا دجلة والفرات، اللذان يعدان موطناً للكثير من الحيوانات المائية والأسماك النادرة.
يقول الناشط البيئي العراقي، أحمد صالح نعمة، في حديث مع “سولارابيك”، إن تراجع مستويات المياه الكبير في نهري دجلة والفرات، أدى إلى نفوق الملايين من سلاحف الفرات الطرية المعروفة محلياً باسم “الرفش” ومليارات الأسماك.
والرفش هو نوع من رتبة سلحفاة، وجدت في نهر دجلة والفرات وتشعباتها في العراق، وسوريا، وتركيا. وبسبب موجات الجفاف والتخريب في موطنها باتت مهددة بالانقراض.
وهذا النوع من السلحفاة هو الوحید من فصیلة ذات ثلاثة أصابع ولأجل وجود خطر انقراضها وضعت في القائمة الحمراء للأنواع المهددة، لکن حمایتها في المناطق مثل خوزستان أو الأهواز مهمة صعبة.
وأرجع الناشط سبب نفوق الرفش والأسماك إلى تراجع المياه بسبب التغير المناخي وقلة الأمطار، إضافة لتحكم دول الجوار كتركيا وإيران بتوريد المياه للعراق الذي يعتبر دولة مصب للأنهار.
ولا يعد الرفش والأسماك الحيوانات الوحيدة التي تأثرت بموجة الجفاف، بحسب الناشط البيئي، إذ تعرضت قطعان كبيرة من حيوان جاموس الماء التي يربيها أصحابها على أذناب الأنهار للنفوق، فيما اضطر آخرون لبيع حيواناتهم لمحلات اللحوم والقصابة بأسعار زهيدة مقابل مليون وربع المليون دينار عراقي للرأس الواحد (حوالي 700 دولار)، بعد أن كان سعرها سابقاً يتجاوز 3 آلاف دولار كمنتجة للحليب.
وذكر أن نقص إطلاقات المياه من تركيا وإيران، أدى إلى زيادة التراكيز الملحية والحموضة في مياه الأنهار ونقص الأكسجين وبالتالي نفوق الحيوانات المائية، وانحسار جزء منها باتجاه الأنهار المتاخمة للمدن وتحولها للجزء الشرقي الذي يقع داخل حدود إيران.
وتطرق نعمة إلى أسباب أخرى للجفاف بجانب التغير المناخي وقلة الأمطار وتحكم تركيا وإيران بجريان الأنهار، ومنها استهلاك كميات كبيرة من المخزون الاستراتيجي بشكل غير مدروس، إضافة للاعتماد على أساليب ري تستهلك كميات كبيرة بدلاً من استخدام الري بالتنقيط والرش كما هو الحل في دول أخرى.
“لا توجد حلول سريعة إذ إن المخزون الاستراتيجي أقل من 9 مليار متر مكعب وهي كمية لا تكفي للصيف”، وفقاً لنعمة الذي دعا إلى تفاهمات مع تركيا لإطلاق كميات من المياه في الأنهار، خصوصاً دجلة الذي بنت أنقرة الكثير من السدود عليه.
وقال إن الحكومة اتخذت إجراءات لا تظهر نتائجها حالياً، منها تخفيض الضرائب على المكائن الزراعية، وتخصيص أموال لشراء مرشات للتحول للري بالرش، إضافة إلى دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة بغداد التي من الممكن أن تشهد تفاهمات بشأن المياه.
ونهر دجلة ينبع من جبال طوروس جنوب شرق الأناضول في تركيا، ويبلغ طول مجراه حوالي 1,718 كيلومتر ومعظم مجراه داخل الأراضي العراقية بطول يبلغ حوالي 1400 كيلو متر.
يعبر النهر الحدود السورية التركية ويسير داخل أراضي سوريا بطول 50 كلم تقريباً، ليدخل بعد ذلك أراضي العراق عند قرية فيشخابور ويصب في النهاية في الخليج العربي. يتفرع دجلة إلى فرعين عند مدينة الكوت هما نهر الغراف والدجيل.
والفرات هو أحد الأنهار الكبيرة في جنوب غرب آسيا وأكبر نهر في الصفيحة العربية، وينبع النهر من جبال طوروس في تركيا ويتكون من نهرين في آسيا الصغرى هما مراد صو (أي ماء المراد) شرقاً، ومنبعه بين بحيرة وان وجبل أرارات في أرمينيا، وقره صو (أي الماء الأسود) غرباً ومنبعهُ في شمال شرقي الأناضول.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة …
نتمنى لكم يوماً مشمساً..