سولارابيك- غزة، فلسطين- 10 يونيو 2024: كشفت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، عن الأثر البيئي الكبير للحرب في غزة.
تقدم الدراسة التي شارك في تأليفها الدكتور بنجامين نيمارك، المحاضر الأول في جامعة كوين ماري في لندن، تقديرًا شاملاً لانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الصراع وتدعو إلى الإبلاغ الإلزامي عن الانبعاثات العسكرية.
وتقدر الدراسة، التي تحمل عنوان “لقطة متعددة الأوقات لانبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وغزة”، أن الانبعاثات من أول 120 يومًا من الصراع فقط، كانت أكثر من الانبعاثات السنوية لـ 26 دولة ومنطقة.
وعندما نأخذ في الاعتبار البنية التحتية للحرب، فإن إجمالي الانبعاثات يزيد إلى أكثر من انبعاثات 36 دولة ومنطقة.
النتائج الرئيسية
– الانبعاثات الفورية:
تجاوزت الانبعاثات الصادرة عن أول 120 يومًا من الصراع بين إسرائيل وغزة الانبعاثات السنوية لـ 26 دولة على حدة، وشهدت هذه الفترة نشاطاً عسكرياً مكثفاً، شمل غارات جوية واستطلاعية وهجمات صاروخية.
– تأثير البنية التحتية:
عند احتساب الانبعاثات الناتجة عن بناء وتحصين البنية التحتية للحرب من قبل كل من إسرائيل وحماس، مثل شبكة أنفاق حماس و”الجدار الحديدي” الذي تحميه إسرائيل، فإن إجمالي الانبعاثات يتجاوز تلك الصادرة عن أكثر من 36 دولة على حدة.
– انبعاثات إعادة الإعمار:
من المتوقع أن تكون الانبعاثات المرتبطة بإعادة إعمار غزة أعلى من الانبعاثات السنوية لأكثر من 135 دولة، وهو ما يعادل انبعاثات السويد والبرتغال.
– مقارنة بالفحم:
التقدير الأعلى للانبعاثات الناجمة عن أنشطة ما قبل الحرب، وفي زمن الحرب، وما بعد الحرب يمكن مقارنته بحرق 31 ألف كيلو طن من الفحم، وهو ما يكفي لتشغيل حوالي 15.8 محطة طاقة تعمل بالفحم لمدة عام.
– دعوة للإبلاغ:
تؤكد الدراسة على الحاجة الملحة للإبلاغ الإلزامي عن الانبعاثات العسكرية من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) لفهم التأثير المناخي للنزاعات والتخفيف منه بشكل أفضل.
نظرة عامة على الدراسة
يقدر البحث انبعاثات الكربون الناجمة عن حرب إسرائيل في غزة عبر ثلاث فترات متميزة، أنشطة البناء التحضيرية قبل الصراع، والانبعاثات من أول 120 يومًا من الحرب الفعلية (أكتوبر 2023 – فبراير 2024)، والانبعاثات المتوقعة من إعادة الإعمار في المستقبل الجهود المبذولة في غزة.
يقدر إجمالي الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة الحربية المباشرة في الـ 120 يومًا الأولى بما يتراوح بين 420,265 و652,552 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (tCO 2 e)، ويرتفع هذا الرقم بشكل كبير عند النظر في أنشطة البناء قبل الحرب وبعدها، حيث يصل إلى ما بين 47,669,097 و61,443,739 طن ثاني أكسيد الكربون .
التكاليف البشرية والمالية
وتأتي الدراسة في أعقاب خسائر بشرية ومالية مدمرة، منذ بداية الحرب 7 أكتوبر 2023، مع استشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني ثلثيهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 82 ألف أخرين، مع تدمير كامل للبنية التحتية في غزة.
وقد تم تدمير أو تضرر ما يقرب من 54-66% من المباني في غزة، بما في ذلك المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات.
ويقدر البنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالمباني المادية وحدها تبلغ 18.5 مليار دولار.
المناخ والصراع
وبينما تهيمن الأزمات الإنسانية على الاهتمام العالمي، فإن الأثر البيئي للصراع كبير ويستحق الاهتمام.
ووفقاً لدراسة سابقة، فإن العمليات العسكرية مسؤولة عن حوالي 5.5% من انبعاثات الكربون العالمية، ومع ذلك فإن هذه الانبعاثات غالباً ما يتم الإبلاغ عنها بشكل ناقص ولا تتم دراستها بشكل كافٍ.
ويدعو فريق البحث إلى منهجيات أفضل لتتبع هذه الانبعاثات والإبلاغ عنها، مع التركيز على أهمية إدراج الانبعاثات في زمن الحرب في حسابات المناخ.
وأكد المؤلف المشارك، الدكتور بنيامين نيمارك، المحاضر الأول في جامعة كوين ماري في لندن، أهمية هذا البحث في لفت الانتباه إلى العواقب البيئية للحرب.
تسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى إعداد تقارير شاملة عن الانبعاثات العسكرية إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ و زيادة الوعي بالتأثير المناخي للصراعات بينما يتصارع العالم مع الأزمات المزدوجة المتمثلة في تغير المناخ والصراعات العسكرية، فإن فهم الأثر البيئي للحرب والتخفيف منه أمر بالغ الأهمية.
الحرب تدمر البيئة
يقول المؤلف المشارك، الدكتور باتريك بيجر، مدير الأبحاث في مشروع المناخ والمجتمع، وهو مركز أبحاث متخصص في العدالة المناخية ومقره الولايات المتحدة، إن “انبعاثات الكربون المرتبطة بحرب إسرائيل في غزة ليست السبب الأهم في أن العالم يجب على المجتمع أن يضغط من أجل وقف إطلاق النار – كل حياة لا تزال معرضة للخطر مهمة ولكن هذا البحث يوضح بعض الآثار الاجتماعية والبيئية طويلة المدى للحرب، وهو بمثابة تذكير بأن الصراع المسلح يجعلنا أقرب إلى شفا الاحترار الكارثي. ”
ويأمل الباحثون أن يؤدي عملهم إلى مزيد من الدراسات وتغيير السياسات لمعالجة التكاليف المناخية الكبيرة للحرب، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: Queen Mary University of London