سولارابيك، مصر- 10 مارس 2025: تطلق مصر حقبة جديدة في إدارة مواردها المائية الشحيحة، معتمدةً على نموذج رياضي متطور يعمل بالذكاء الاصطناعي، في محاولة لمواجهة العجز المائي المتفاقم وتداعيات سد النهضة الإثيوبي. يعد النموذج الجديد، الذي وصفه وزير الري والموارد المائية المصري الدكتور هاني سويلم بأنه “خطوة مهمة”، بتحويل جذري في كيفية إدارة وتوزيع المياه في البلاد، متجاوزًا الأساليب التقليدية المعتمدة على قياس المناسيب.
ثورة في إدارة المياه: من المنسوب إلى التدفق
يعتمد النموذج الرياضي الجديد على تحليل فوري وشامل لكافة البيانات المتعلقة بالمياه، بدءًا من معدلات التدفق وجودة المياه، وصولًا إلى استخدامات الأراضي الزراعية والاحتياجات المائية لمختلف القطاعات. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم النموذج برصد وتقييم نوعية المياه على طول المجاري المائية، مما يخدم أهداف التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، وهو ما يمثل محورًا رئيسيًا في استراتيجية مصر لتعزيز أمنها المائي.
من ناحية أخرى، يتميز هذا النظام بقدرته على اتخاذ قرارات فورية وآلية. فعلى سبيل المثال، عند اكتشاف انخفاض في منسوب المياه في أي موقع، يقوم النظام تلقائيًا بفتح المياه لتعويض النقص حتى الوصول إلى المنسوب المطلوب، ثم يغلقها. وهذا يضمن الاستجابة السريعة لأي تغيرات، ويقلل من الفاقد المائي، على عكس النظام اليدوي الذي يعتمد على العنصر البشري ويتأثر بالإجازات والعطلات. كما أنه يعمل بشكل مستمر وفي الوقت الحقيقي، ويرسل بياناته إلى الوحدة المركزية في كل لحظة.
مصر في سباق مع الزمن: تحديات المياه وسد النهضة
يأتي هذا التطور التكنولوجي في وقت حرج بالنسبة لمصر، التي تعاني من عجز مائي يقدر بنحو 30 مليار متر مكعب سنويًا. ففي حين أن حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويًا، يتجاوز استهلاكها الفعلي 85 مليار متر مكعب. ويتم تعويض هذا العجز من خلال المياه الجوفية، ومشاريع تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي.
في حين أنه، تتزايد المخاوف المصرية بشأن مستقبل مواردها المائية في ظل استمرار أزمة سد النهضة الإثيوبي، الذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل. وتخشى مصر والسودان، دولتا المصب، من أن يؤثر السد سلبًا على حصصهما من المياه.
وقد أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن النموذج الجديد، الذي تم تطويره بالتعاون مع برنامج الأبحاث التطبيقية بين مصر وهولندا، سيساهم بشكل كبير في تحسين جودة منظومة إدارة المياه والحفاظ على كميتها وتقليل الفاقد. وقد تم تدريب 12 مهندساً مصرياً على استخدام هذا النموذج. وطلب وزير الري المصري تطوير النموذج ليصبح نموذجاً عملياً وتشغيلياً وأداة تخطيط لإدارة الموارد المائية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: entrevue