سولارابيك، الجزائر- 9 أبريل 2025: أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، التزام الجزائر بتعزيز مكانتها كمورد طاقة موثوق عالمياً وإقليمياً، كاشفاً عن استراتيجية متكاملة وبرامج طموحة لتطوير الطاقات المتجددة، أبرزها إنتاج 15 ألف ميجاواط من الطاقة الشمسية، وذلك خلال مشاركته في افتتاح مؤتمر ومعرض البحر الأبيض المتوسط للطاقة “OMC Med Energy 2025” بمدينة رافينا الإيطالية. وشدد الوزير، الذي رافقه وفد رفيع المستوى ضم رئيسي مجمعي سوناطراك وسونلغاز، على أهمية المؤتمر لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، لا سيما مع إيطاليا، لبناء مستقبل طاقوي مستدام في حوض المتوسط، في ظل التحديات الاقتصادية والمناخية والجيوسياسية الراهنة.
ملامح استراتيجية الطاقة المتجددة الجزائرية الطموحة
استعرض عرقاب المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للطاقة، والتي ترتكز على تعزيز الإنتاج الوطني وضمان أمن التزود الطاقي مع تقليص البصمة الكربونية. وأوضح الوزير أن الجزائر تهدف إلى دمج 30% من الطاقات المتجددة ضمن مزيجها الطاقي الوطني بحلول عام 2035. ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت الجزائر برنامجاً ضخماً لإنتاج 15.000 ميجاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، حيث بدأ تنفيذه فعلياً خلال عام 2024 باستطاعة أولية تبلغ 3.200 ميجاواط، مما يعكس التزاماً راسخاً بتنويع مصادر الطاقة وتبني حلول مستدامة لمواجهة التغيرات المناخية. وتناول الوزير أيضاً الخطط المتعلقة بتطوير الهيدروجين الأخضر، مسلطاً الضوء على مشروع “SouthH2 Corridor” الهادف لنقل الهيدروجين النظيف المنتج في الجزائر نحو أوروبا، وتحديداً إلى إيطاليا وألمانيا، عبر شراكات مبتكرة.
مشاريع التكامل الطاقي ودور الغاز في المرحلة الانتقالية
سلط الوزير الضوء على مشاريع الربط والتكامل الطاقي الإقليمي، وعلى رأسها مشروع “Medlink” لإنشاء كابل كهربائي بحري عالي التوتر يربط الجزائر بإيطاليا، والذي اقتُرح كمشروع ذي منفعة مشتركة للمفوضية الأوروبية. وأشار إلى الاتفاق الثلاثي بين سونلغاز وسوناطراك وإيني الإيطالية لتصدير الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة نحو أوروبا، مؤكداً أن هذه المشاريع تعزز مكانة الجزائر كمورد موثوق للطاقة النظيفة. كما تطرق إلى برامج ربط الشبكة الكهربائية الجزائرية بدول الجوار كليبيا ومصر وموريتانيا ودول الساحل، لترسيخ دور الجزائر كقطب طاقوي محوري يربط إفريقيا بأوروبا.
وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي، أوضح عرقاب أن الجزائر تنفذ برنامجاً استثمارياً لرفع إنتاجها إلى أكثر من 200 مليار متر مكعب سنوياً، مع تخصيص جزء كبير للتصدير، مؤكداً أن الغاز يمثل أداة محورية في الانتقال الطاقي ويكمل الطاقات المتجددة لضمان أمن ومرونة المنظومة الطاقية المتوسطية.
تأكيد على السياسة الوطنية ودعم المبادرات الإقليمية
جدد الوزير في مداخلته بالجلسة العامة التأكيد على مرتكزات السياسة الوطنية للطاقة والمناجم، الهادفة لضمان الأمن الطاقي ودعم الاقتصاد، مع إعطاء الأولوية للتحول الطاقي عبر الطاقات المتجددة وترشيد الاستهلاك. وأشار إلى جهود تعزيز احتياطيات المحروقات وتثمين الإنتاج الخام، وتطوير مشاريع كبرى في قطاع المناجم للمعادن الاستراتيجية كالحديد والفوسفات والزنك والليثيوم والذهب، مع التأكيد على أهمية البحث العلمي والتكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي. وفي ختام مشاركته، أكد عرقاب مجدداً دعم الجزائر الكامل لمبادرة “خطة ماتّي” الإيطالية، واستعدادها للتعاون مع كافة الشركاء لبناء منظومة طاقوية متوسطية متكاملة وعادلة تركز على الإنسان والمناخ والتنمية المستدامة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة
image source: MINISTRY OF ENERGY, MINES AND RENEWABLE ENERGIES