سولارابيك، المغرب – 6 أبريل 2025: أطلق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الكهرباء) في المغرب طلبًا رسميًا لإبداء الاهتمام بشأن مشروع استراتيجي يهدف إلى إنشاء أنظمة متطورة لتخزين الطاقة الكهربائية بالبطاريات (BESS). يستهدف المشروع تحقيق استطاعة تخزين إجمالية تصل إلى 1600 ميجاواط، سيتم توزيعها عبر محطات متعددة في مناطق حيوية بالمملكة تشمل القنيطرة، سطات، تطوان، تيط مليل، خنيفرة، وخريبكة. يسعى المكتب من خلال هذه المبادرة إلى التعاقد مع مدمجي أنظمة مؤهلين لتولي مسؤولية المشروع بكافة جوانبه، بدءاً من مرحلة التصميم الهندسي وتوريد المعدات اللازمة، مروراً بأعمال البناء والتشييد وإجراء التجارب الأولية، وصولاً إلى عمليات التشغيل والصيانة طويلة الأمد لضمان كفاءة واستمرارية الأنظمة.
تعزيز استقرار الشبكة ودمج الطاقات المتجددة
تُخطط الجهات المعنية لبدء إدخال هذه المحطات الجديدة لتخزين الطاقة إلى الخدمة بشكل تدريجي اعتبارًا من عام 2026. وأكد مصدر مسؤول من المكتب الوطني للكهرباء والماء في تصريح صحفي أن “المشروع يدخل ضمن استراتيجية وطنية شاملة لتأمين استقرار الشبكة الكهربائية، وتعزيز قدرة المغرب على تخزين الطاقة المتجددة وتدبير فترات الذروة بطريقة أكثر كفاءة وفعالية.” ويُعدّ هذا المشروع خطوة بالغة الأهمية نحو تقوية مرونة الشبكة الكهربائية الوطنية وقدرتها على التكيف، خصوصًا في مواجهة التوسع المستمر في مشاريع الطاقات المتجددة (الشمسية والريحية)، والتي غالبًا ما يتفاوت إنتاجها وقد يحدث خارج أوقات ذروة الاستهلاك، مما يبرز الدور المحوري لأنظمة التخزين في ضمان استمرارية الإمداد الكهربائي وتحقيق التوازن الدقيق بين الإنتاج والاستهلاك. ويندرج ذلك ضمن خطة استثمارية طموحة للمكتب تزيد قيمتها عن 27 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة، تهدف إلى تقوية شبكة نقل الكهرباء وتطوير البنية التحتية اللازمة لاستيعاب ودمج كميات أكبر من الكهرباء المنتجة من المصادر المتجددة، خاصة في المناطق الجنوبية والجنوب الشرقي للمملكة.
تكامل المشاريع وفرص اقتصادية واعدة
يتزامن إطلاق هذا المشروع الكبير مع تطورات أخرى هامة في قطاع الطاقة المتجددة بالمغرب، حيث وقعت مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، عضو مجموعة البنك الدولي، اتفاقًا مؤخرًا مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) لتمويل مشروع يهدف لإنتاج 400 ميجاواط من الطاقة الشمسية في موقعي خريبكة وبن جرير. يشمل هذا المشروع أيضًا نظامًا لتخزين الكهرباء بالبطاريات بسعة 100 ميجاواط ساعة، مما يجعله الأكبر من نوعه في منطقة شمال إفريقيا. وأضاف المصدر المسؤول أن “المغرب يراهن على تطوير منظومة متكاملة للطاقة النظيفة، لا تعتمد فقط على الإنتاج، بل تشمل كذلك التخزين الذكي وتوزيع الطاقة بكفاءة، ما يعزز موقعه كمركز طاقي إقليمي”. ويفتح هذا التوجه الاستراتيجي نحو تعزيز قدرات تخزين الطاقة الباب أمام فرص اقتصادية كبيرة، تشمل دعم نمو الصناعات الوطنية الموجهة نحو الاقتصاد الأخضر، وجذب استثمارات أجنبية نوعية في قطاعات صناعية جديدة تتطلب إمدادات طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة، مثل صناعة البطاريات المتقدمة، وتجميع السيارات الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: telexpresse
image credit: canva
