سولارابيك، تونس – 29 أبريل 2025: منح بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) تمويلاً استراتيجياً بقيمة 30 مليون يورو، أي ما يعادل نحو 100 مليون دينار تونسي، لدعم وتطوير البنية التحتية لشبكات مياه الشرب في منطقة تونس الكبرى الحيوية والمشروع الواعد للمرفأ المالي لتونس. يهدف هذا الدعم المالي إلى تعزيز قدرات قطاع المياه والصرف الصحي في الجمهورية التونسية ومواجهة تحديات تأمين الموارد المائية.
تفاصيل التمويل المزدوج وآلياته
تجسدت حزمة التمويل الأوروبية عبر اتفاقيتين رئيسيتين؛ خُصصت الأولى للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (SONEDE) بقيمة 22 مليون يورو (نحو 73 مليون دينار تونسي). يُوجه هذا التمويل المباشر لإنشاء محطة معالجة مياه شرب جديدة ومتطورة في منطقة بجاوة، بهدف أساسي هو تعزيز وضمان استمرارية إمدادات المياه لسكان منطقة تونس الكبرى. يتميز هذا القرض المباشر بفترة سداد تمتد إلى 22 عامًا، تتضمن فترة سماح تبلغ 6 سنوات لكل دفعة يتم صرفها، مع إتاحة خيار سعر فائدة ثابت أو متغير حسب ما تقرره الشركة. أما الاتفاقية الثانية، فهي قرض سيادي بقيمة 8 ملايين يورو (قرابة 27 مليون دينار تونسي) مُنح مباشرة للجمهورية التونسية. أوضح وزير الاقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، أن هذا القرض السيادي مخصص لتوفير مياه الشرب لمشروع المرفأ المالي بمنطقة الحسيان في معتمدية رواد بولاية أريانة. يتمتع هذا القرض بشروط سداد ميسرة تمتد لـ 30 عامًا، تشمل فترة سماح أولية مدتها 6 سنوات، وبسعر فائدة يُترك تحديده (ثابت أو متغير) لتقدير السلطات التونسية.
أهداف استراتيجية وتعاون ممتد لمواجهة التحديات المائية
تتجاوز أهداف هذا التمويل مجرد إنشاء بنى تحتية جديدة؛ إذ يسعى مشروع محطة بجاوة، الذي يُنفذ بتمويل مشترك مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ليصل إجمالي تكلفته إلى 92 مليون يورو، إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في تأمين إمدادات مياه الشرب لمنطقة تونس الكبرى وتقليل الاعتماد شبه الكلي الحالي على مجمع غدير القلة الذي تبلغ طاقته 8.4 متر مكعب في الثانية. أكد حمادي حبايب، كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية، أن الأعمال في المجمع الجديد وربطه بالشبكات القائمة تسير وفق المخطط. ويندرج هذا التمويل ضمن إطار تعاون تاريخي بين تونس وبنك الاستثمار الأوروبي يعود لعام 1979، تجاوزت فيه استثمارات البنك 7 مليارات يورو، وهو ما شدد عليه وزير الاقتصاد كدليل على الثقة المتبادلة والتزام بدعم الأمن الغذائي. وأكد نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، يوانيس تساكيريس، أن هذا الدعم ينسجم مع برامج البنك لتعزيز التنمية المستدامة ومجابهة آثار تغير المناخ.
مبادرات بيئية ومساندة فنية لتعزيز الاستدامة
يمتد الدعم الأوروبي ليشمل مبادرات بيئية مبتكرة؛ حيث يطلق بنك الاستثمار الأوروبي، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وبالتنسيق مع الديوان الوطني للتطهير (ONAS)، شراكة استراتيجية جديدة لتبني “الحلول القائمة على الطبيعة” (NBS). ستركز دراسة أولية، سيتم الكشف عن نتائجها قريبًا، على إمكانية تطبيق هذه الحلول في المدن التونسية الصغيرة التي يقل تعداد سكانها عن 3000 نسمة، بهدف تحديد مشروع رائد في هذا المجال. يترافق ذلك مع تقديم مساعدة فنية بقيمة 5 ملايين يورو، ممولة من الاتحاد الأوروبي وينفذها بنك الاستثمار الأوروبي، لدعم وزارة الاقتصاد والتخطيط في إعداد وتصميم جيل جديد من مشاريع الاستثمار العام، مع التركيز على تحسين جودتها واستدامتها وقدرتها على الصمود في القطاعات الحيوية لتحقيق التنمية طويلة الأمد في تونس.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: african manager
image credit: canva