سولارابيك، أمريكا- 19 أبريل 2025: ألغيت استثمارات تناهز 8 مليارات دولار أمريكي وشمل الإلغاء 16 مصنعًا ومشروعًا واسع النطاق في قطاع الطاقة النظيفة بأمريكا خلال الربع الأول من عام 2025، نتيجة لقرارات تنفيذية متكررة أصدرها الرئيس دونالد ترامب استهدفت هذا القطاع الحيوي. ويفوق حجم الاستثمارات المسحوبة منذ يناير، البالغ 7.9 مليار دولار، بأكثر من ثلاثة أضعاف إجمالي الاستثمارات الملغاة خلال الثلاثين شهرًا السابقة، وذلك وفقًا لتقرير حديث صادر عن مجموعة E2.
تفاصيل الإلغاء وتأثيرات السياسات
شهدت الأشهر الثلاثة الأولى وحدها من عام 2025، عقب بدء ترامب التراجع عن سياسات دعم الطاقة النظيفة، إلغاء أو تقليص 13 مشروعًا بقيمة إجمالية تتجاوز 5 مليارات دولار. وتشمل الأمثلة البارزة تخلي شركة بوش الألمانية عن خططها لإنشاء مصنع لخلايا وقود الهيدروجين بقيمة 200 مليون دولار في كارولينا الجنوبية، وإلغاء شركة فراير باتري النرويجية لمشروع مصنع بطاريات ضخم بقيمة 2.5 مليار دولار في جورجيا. وتضاف هذه الأرقام إلى الخسائر المسجلة منذ إقرار الكونغرس للإعفاءات الضريبية الفيدرالية في أغسطس 2022، حيث تم إلغاء أو تقليص أو إغلاق 34 مشروعًا بشكل إجمالي، مما أدى لمحو أكثر من 15 ألف فرصة عمل وإلغاء استثمارات مخطط لها بقيمة 10 مليارات دولار، بحسب بيانات E2 و Atlas Public Policy.
استمرار الاستثمارات رغم الضبابية
تستمر الشركات، رغم ذلك، في ضخ استثمارات جديدة بقطاع الطاقة المتجددة الأمريكي، حيث أُعلن في شهر مارس وحده عن 10 مشاريع جديدة تتجاوز قيمتها 1.6 مليار دولار لإنشاء مصانع للطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية ومعدات الشبكات والنقل في ست ولايات. وتتضمن هذه المشاريع خطة شركة تسلا لاستثمار 200 مليون دولار في مصنع بطاريات قرب هيوستن يُنتظر أن يوفر 1500 وظيفة جديدة، ومن المتوقع أن تخلق مشاريع مارس مجتمعة ما لا يقل عن 5000 وظيفة دائمة. ويرفع ذلك العدد الإجمالي للمشاريع الكبرى التي تتعقبها E2 إلى 390 مشروعًا في 42 ولاية وبورتوريكو، باستثمارات مخططة تفوق 133 مليار دولار وتستهدف توفير 122 ألف وظيفة دائمة. ونقل التقرير عن مايكل تيمبرليك من E2 قوله إن الشركات “لا تزال ترغب في الاستثمار بأمريكا، لكن حالة عدم اليقين التي تحيط بسياسات إدارة ترامب ومستقبل الإعفاءات الضريبية الحيوية للطاقة النظيفة تلقي بظلالها الواضحة”، محذرًا من توقف المزيد من المشاريع والبناء وضياع فرص العمل إذا استمر هذا الوضع.
المفارقة السياسية: المناطق الجمهورية الخاسر الأكبر
تكشف البيانات مفارقة سياسية واقتصادية لافتة، إذ أن المناطق التي يقودها الجمهوريون، والتي جنت الحصة الأكبر من مكاسب الإعفاءات الضريبية التي أقرتها إدارة بايدن، هي نفسها التي تتكبد الآن الخسائر الأضخم جراء سياسات ترامب. وتشير تقديرات E2 إلى محو استثمارات تزيد قيمتها عن 6 مليارات دولار وأكثر من 10 آلاف فرصة عمل في هذه المناطق الجمهورية وحدها حتى الآن. وتكمن خطورة الأمر في أن هذه المناطق كانت قد استحوذت، حتى نهاية مارس، على 62% من إجمالي إعلانات مشاريع الطاقة النظيفة، و71% من الوظائف المعلنة، ونسبة هائلة بلغت 83% من إجمالي الاستثمارات المخطط لها في القطاع على مستوى البلاد.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساًi
المصدر: E2
image credit: canva