سولارابيك، الكويت- 13 مايو 2025: تحكم وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الكويتية الآن في استهلاك الطاقة لنحو 95% من المدارس والمساجد، بالتزامن مع تسريع خطواتها نحو تحقيق أهداف طموحة في مجال الطاقة المتجددة، معتمدة على شراكات استراتيجية أبرزها مع الصين، مما يرسم ملامح مستقبل واعد لأمن الطاقة والتنمية المستدامة في البلاد.
عدادات ذكية لترشيد استهلاك غير مسبوق
أنجزت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة تركيب العدادات الذكية في الغالبية العظمى من مدارس ومساجد الكويت، ما يمثل نقلة نوعية في إدارة الأحمال الكهربائية. وكشفت مصادر مسؤولة بالوزارة أن هذه التقنية المتقدمة تغطي الآن حوالي 95% من هذه المنشآت، ومن المتوقع استكمال تركيبها في المواقع المتبقية خلال فترة وجيزة. تتيح هذه العدادات للوزارة، وفقاً للمصادر، إمكانية فصل التيار الكهربائي بصورة تلقائية ومبرمجة عن المدارس فور انتهاء الدوام الدراسي، وكذلك عن المساجد عقب الانتهاء من كل صلاة. يأتي هذا الإجراء في إطار حرص وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، وقيادات الوزارة على ترشيد استهلاك الكهرباء، وتقليل الهدر غير المبرر للطاقة، خصوصاً خلال أوقات الذروة التي تشهد طلباً متزايداً.
مشاريع طاقة متجددة عملاقة بشراكة صينية واعدة
أكد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، الدكتور صبيح المخيزيم، التزام الوزارة الراسخ بدعم وتنفيذ مشاريع الشقايا للطاقة المتجددة في مرحلتيها الثالثة والرابعة، بالإضافة إلى مشروع العبدلية الحيوي، وذلك بالتعاون الوثيق مع شركات صينية رائدة في هذا المجال. يهدف هذا التعاون إلى الإسهام بفعالية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الكويت، المتمثلة في الوصول إلى نسبة 30% من إنتاج الطاقة عبر مصادر متجددة بحلول عام 2030. جاء هذا التأكيد خلال زيارة ميدانية قام بها الوزير مؤخراً إلى مجمع الشقايا للطاقة المتجددة (المرحلة الأولى)، برفقة وفد صيني رفيع المستوى ترأسه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد، تشانغ جيناوي، وبحضور رئيس مجلس إدارة المجموعة الوطنية للاستثمار في الطاقة الكهربائية، لي باو تشن. تمثل هذه الزيارة خطوة إضافية لتعزيز التعاون الثنائي المثمر بين الكويت والصين في مجالات الطاقة المتجددة، وتأتي استكمالاً للجهود المشتركة المبنية على مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في سبتمبر 2023، والتي تُعتبر منطلقاً لشراكة استراتيجية مستدامة. اطلع الوفد الزائر خلال الجولة على مكونات مشروع الشقايا (المرحلة الأولى) الذي يُعد باكورة الخطوات العملية لدمج مصادر الطاقة المتجددة ضمن الشبكة الوطنية للكهرباء، باستطاعة إجمالية تصل إلى 70 ميجاواط، موزعة على تقنيات متنوعة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والطاقة الشمسية المركزة، بالإضافة إلى عنفات الرياح.
تطلعات مستقبلية لإنتاج يتجاوز 3000 ميجاواط وتوسع نحو الهيدروجين
شارك وكيل وزارة الكهرباء والماء، الدكتور عادل الزامل، في جلسة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر “الكويت للطاقة المستدامة”، حيث سلط الضوء على الأولويات الوطنية في تطوير مصادر الطاقة المتجددة واستخدامات الهيدروجين. واستعرض الزامل الاتفاقية الهامة المبرمة مع الصين، ممثلة في شركة SPIC الصينية، لتطوير مشروعي الشقايا والعبدلية للطاقة المتجددة، واللذين من المستهدف أن ينتجا مجتمعين ما يزيد على 3 آلاف ميجاواط من الكهرباء النظيفة. وأوضح الزامل أن الاستطاعة المستهدفة بحلول عام 2029 تبلغ 4800 ميجاواط، وذلك من خلال توظيف مزيج من التقنيات المتعددة لأنظمة الطاقة المتجددة. وشدد على أن عملية التحول الطاقوي يجب أن تتم مع مراعاة تامة لمتطلبات الرفاه والتنمية الاقتصادية لدول المنطقة. وأشار إلى أن من بين أبرز الفرص الواعدة في هذا السياق، يبرز تطوير صناعات الهيدروجين الأخضر والأزرق، عبر الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة المتوفرة بغزارة في دول المنطقة، جنباً إلى جنب مع الموارد الهيدروكربونية القائمة. واختتم الزامل بالتأكيد على الضرورة الملحة لتعزيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، نظراً لدورها المحوري في بناء مستقبل مستدام وشامل للأجيال القادمة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: aljarida