سولارابيك، سلطنة عمان- 4 مايو 2025: تتجه سلطنة عُمان بخطىً استراتيجية نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي محوري لتصنيع معدات الطاقة المتجددة، مستقطبةً استثمارات ضخمة تتجاوز المليار ريال عُماني في منطقة صحار الحرة وحدها. وتأتي هذه التحركات تماشياً مع أهداف “رؤية عُمان 2040” لبناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على التكنولوجيا. وكشف المهندس خالد بن سالم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، عن نجاح منطقة صحار الحرة في جذب ثلاثة مشاريع كبرى للطاقة الشمسية، مؤكداً أن هذا التحول يعزز مكانة السلطنة عالمياً في هذا القطاع الحيوي. وتتضمن المشاريع استثمارات من شركات عالمية بارزة مثل “يونايتد سولار” و”جيتاي سولار” الصينية و”جي إيه سولار”، مما يبشر بتحول صناعي كبير في قطاع الطاقة النظيفة.
خطط استراتيجية ومشاريع عملاقة تدعم التحول الصناعي
أكد الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، على الأهمية المحورية لصناعات الألواح الشمسية وعنفات الرياح وأنظمة تخزين الطاقة والمحللات الكهربائية للهيدروجين الأخضر ضمن “الاستراتيجية الصناعية 2040” للسلطنة. وأوضح أن الحكومة تنفذ مبادرات محددة لإنشاء مجمعات صناعية متكاملة للطاقة المتجددة، مدعومة ببرامج مخصصة وتعاون وثيق بين الجهات المعنية، مشيراً إلى المجمع الصناعي قيد الإنشاء في منطقة صحار الحرة كأحد أبرز التطورات. ويبرز مشروع شركة “يونايتد سولار” كأحد أهم المشاريع، حيث تطور الشركة أول مصنع لإنتاج مادة البولي سيليكون في الشرق الأوسط باستثمار يناهز 1.35 مليار دولار أمريكي، وبطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 100 ألف طن متري، وقد وصلت نسبة إنجازه إلى 80% بحلول أبريل الماضي. ووقّعت شركة “جيتاي سولار” الصينية اتفاقية لإنشاء مصنع للألواح الشمسية بطاقة 5 جيجاواط سنوياً، مستهدفة أسواق الخليج وأفريقيا. كما أعلنت “جي إيه سولار” عن استثمار بقيمة 217 مليون ريال عُماني (564 مليون دولار أمريكي) لإنشاء منشأة تفوق طاقتها الإنتاجية 40 جيجاواط سنوياً، مستفيدة من البنية التحتية القوية والموقع الاستراتيجي لميناء صحار.
تكامل صناعي غير مسبوق وتطلعات نحو الريادة العالمية
وصف المهندس جاسم بن سيف الجديدي، المدير الفني بالوزارة، هذه التطورات بأنها تمثل نقلة نوعية للقطاع الصناعي العُماني. وأشار إلى أن إنشاء مجمع متكامل لصناعة الطاقة الشمسية، من المواد الخام كالبولي سيليكون وصولاً إلى الألواح النهائية، يمثل مستوى غير مسبوق من التكامل الصناعي في المنطقة. ويتوقع أن يسهم هذا التكتل الصناعي الاستراتيجي في خفض تكاليف الإنتاج بنسبة تصل إلى 20%، وتحقيق استقرار في سلاسل الإمداد في مواجهة الاضطرابات العالمية، وتحويل السلطنة إلى مُصدِّر موثوق لتقنيات الطاقة النظيفة. ومن المنتظر أن تعزز هذه المشاريع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي وتوفر ما يزيد على 3000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلاً عن جذب استثمارات تكميلية في مجالات السيليكون النقي والزجاج والعواكس والبطاريات، مما يدعم قدرات سلسلة التوريد الخضراء في عُمان ويمهد الطريق لتصبح مركزاً إقليمياً للتصنيع الأخضر ومورداً عالمياً لتقنيات الطاقة المتجددة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: oman observer
image credit: canva
