سولارابيك، اليابان- 21 مايو 2025: أعلنت شركة هوندا اليابانية، يوم أمس، عن تراجع مبيعات سياراتها الكهربائية في الولايات المتحدة، مما دفعها لإلغاء هدفها السابق بأن تمثل السيارات الكهربائية 30% من مبيعاتها العالمية بحلول عام 2030. كما قررت الشركة تقليص استثماراتها المخصصة لاستراتيجية التحول نحو السيارات الكهربائية بنحو 21 مليار دولار، في خطوة وصفها المدير التنفيذي للشركة بأنها “تحول في المسار المخطط له”.
تراجع استراتيجي وتوجه نحو الهجين
قلصت هوندا بشكل كبير خطتها الاستثمارية الأولية الموجهة لاستراتيجية التحول إلى السيارات الكهربائية حتى العام المالي المنتهي في 2031. فبدلاً من استثمار 10 تريليونات ين (ما يعادل 69 مليار دولار)، خفضت الشركة هذا المبلغ بواقع 3 تريليونات ين (21 مليار دولار) ليصل إلى 7 تريليونات ين (48 مليار دولار). ووصف توشيهيرو ميبي، المدير التنفيذي للشركة، هذه القرارات بأنها “تحول في المسار المخطط له”، مؤكداً في تصريحات نقلتها وكالة “أسوشييتد برس” أن التحول طويل المدى نحو السيارات الكهربائية لم يتغير، ولكن تم إرجاؤه. وأصدرت هوندا بياناً عزت فيه هذا التغيير إلى أن “البيئة المحيطة بقطاع السيارات تتغير يومياً، ويتزايد الغموض في بيئة العمل ويرجع ذلك بصورة خاصة إلى تباطؤ نمو سوق السيارات الكهربائية بسبب عدة عوامل، من بينها تغيرات القواعد البيئية”. ولم يقدم ميبي جدولاً زمنياً محدداً للمسار الجديد نحو التحول الكهربائي، لكنه أشار إلى عزم هوندا على تعزيز إنتاج السيارات الهجينة كبديل استراتيجي في الفترة الحالية.
تساؤلات الخبراء وصورة السوق المتناقضة
استغرب هاشم الفطايرجي، الرئيس التنفيذي لشركة “Cararak Ventures”، خطوة شركة هوندا اليابانية، معتبراً أن حركة السوق الحالية لا تعكس هذا الاتجاه المتشائم. وأضاف الفطايرجي في مقابلة مع “العربية Business” أن سوق السيارات الكهربائية شهدت ارتفاعاً بأكثر من 30% في الربع الأول من العام الحالي، وتشهد أغلب أسواق العالم زيادة سنوية في مبيعات السيارات الكهربائية بمعدل يتراوح بين 25% و 39%، مع انتعاش ملحوظ في الأسواق الأوروبية. وأوضح أن السوق الأمريكية، التي كانت الأقل نمواً بنحو 5%، تشير التوقعات لنهاية العام إلى نمو نسبة مبيعات السيارات الكهربائية فيها لأكثر من 20%، وهو ما يعد علامة على النمو المتوقع مستقبلاً لهذه السوق. وتوقع الفطايرجي أن تخسر هوندا بهذا الإجراء حصة سوقية كبيرة، مؤكداً أن نسبة مبيعات السيارات الكهربائية ستزيد بمعدل كبير حتى عام 2030، لكنه رأى أن إدارة الشركة تحاول العمل على تغيير استراتيجي بالتركيز على السيارات الهجينة لعلها تزيد نسبة المبيعات لديها.
تحديات المنافسة وتعديل التوقعات
وتطرق الفطايرجي إلى المنافسة الشرسة التي تواجهها شركات السيارات العالمية التقليدية من نظيراتها الصينية، التي تعمل من خلال شركات متخصصة مثل “بي واي دي” التي أثبتت نجاحها بتركيزها الحصري على السيارات الكهربائية وتحقيقها نمواً متزايداً. وأشار إلى بعض المشكلات التي واجهتها هوندا، حيث كان لديها خطط لتنفيذ استثمارات ضخمة في كندا لإنشاء مصنع بطاريات وسيارات كهربائية، إلا أن الشركة أخرت هذا المشروع نحو سنتين بسبب ما وصفه بالاضطرابات السياسية مع الولايات المتحدة، مرجحاً أن يكون هذا الأمر قد أثر على خطط الشركة. وحول تخفيض بعض الشركات لتوقعاتها بشأن مبيعات السيارات الكهربائية، علل الفطايرجي ذلك بأن الانتشار الأولي للسيارات الكهربائية صاحبه توقعات بالغت في تقديرات انتشارها، وهو ما انعكس على معظم منتجي السيارات. وتابع أن أسباب عدم واقعية التوقعات السابقة تركزت في تحديات البنية التحتية والاستثمارات ونجاح الشركات في إنتاج سيارات مربحة، ورغم عدم تحقق هذه التوقعات بالكامل، أكد الفطايرجي وجود نمو مطرد في السوق، حيث تم بيع نحو 14 مليون سيارة كهربائية حول العالم في عام 2023، و17 مليون سيارة في العام الماضي، مع توقعات بوصول مبيعات العام الحالي إلى 20 مليون سيارة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: الحدث
image credit: canva