سولارابيك – بكين، الصين- 5 مايو 2025: أصبحت الصين لاعبًا رئيسيًا في صناعة السيارات الكهربائية، حيث انتقلت من تصنيع سيارات مقلدة إلى الصدارة في قطاع المركبات الكهربائية عالميًا، مدفوعة برؤية تكنولوجية طموحة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز صناعي متكامل.
في عام 2023، تفوقت شركة “بي واي دي” الصينية على “تسلا” الأميركية في إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة، كما تجاوزت “بي واي دي” مجموعة “فولكس فاغن” لتصبح أكبر مصنع لسيارات الركاب في السوق الصينية، في انعكاس واضح لثقة المستهلكين الصينيين بالعلامات التجارية المحلية، التي لم تعد تُعتبر أقل جودة من نظيراتها العالمية.
ووفقًا لتقديرات شركة “رهو موشن”، باتت الصين تهيمن على أكثر من 60% من سوق السيارات الكهربائية عالميًا؛ مما يعكس النمو السريع لهذا القطاع الحيوي.
القوة الناعمة والإستراتيجية الصناعية
في ظل الحرب التجارية التي خاضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعرضت إستراتيجيات التصدير العالمية لضغوط كبيرة، لكن شركات السيارات الكهربائية الصينية ظلت محمية نسبيًا، وبدأت بالفعل في التوسع نحو أسواق جديدة، رغم الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن على السيارات الصينية.
وبينما يسعى ترامب لإعادة إحياء صناعة السيارات الأميركية، تمثل ريادة الصين في المركبات الكهربائية “قوة ناعمة” تتيح لها إعادة تشكيل موقعها في التجارة والتكنولوجيا العالمية.
منافسة شرسة وتطور تكنولوجي
تتنافس شركات السيارات الصينية لتقديم تقنيات مبتكرة بأسعار تنافسية، حيث أطلقت “بي واي دي” بطارية جديدة تستغرق خمس دقائق فقط لإعادة شحنها، لتمنح أحدث طرازاتها مدى يصل إلى 250 ميلاً، لكن شركة “سي إيه تي إل” الصينية سرعان ما تفوقت عليها ببطارية توفر مدى يصل إلى 320 ميلاً.
في مجال القيادة الذكية، تتسابق شركات مثل “هواوي” و”مومنتا” على تطوير أنظمة متقدمة، بينما رفعت “بي واي دي” سقف التوقعات بطرح نظام “جود آي” لمساعدة السائق في معظم طرازاتها، دون رسوم إضافية.
الدعم الحكومي وبنية تحتية قوية
حظي قطاع السيارات الكهربائية في الصين بدعم حكومي واسع النطاق، بدءًا من تخصيص عقود لأساطيل سيارات الأجرة والحافلات العامة، وصولًا إلى تقديم حوافز ضريبية وإعانات للمشترين، مما أسهم في تسريع النمو.
وعلى مدى عقد، تراوحت قيمة الدعم الحكومي بين 50 و200 مليار دولار، وفقًا لتقديرات محللين، مما منح الشركات الصينية تفوقًا تنافسيًا كبيرًا.
السيطرة على سلاسل التوريد
بالتوازي مع دعم الصناعة، ركزت الصين على تأمين المواد الخام اللازمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، مما منحها سيطرة واسعة على سلاسل التوريد العالمية، وخلق بيئة صناعية مثالية لنمو القطاع.
زيادة المبيعات وتأثير عالمي
تشكل السيارات الكهربائية والهجينة اليوم ما يقرب من نصف إجمالي مبيعات المركبات الجديدة في الصين، مقارنة بأكثر من 20% فقط في الولايات المتحدة، وفقًا لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وبفضل هذا التفوق، بدأت العلامات التجارية الأجنبية مثل “فولكس فاغن” في تعزيز تعاونها مع الشركات الصينية للاستفادة من الابتكارات المحلية، وهو ما يعكس تحولًا جوهريًا في خريطة صناعة السيارات العالمية.
هذا التحول لا يعكس فقط نجاح الصين في تطوير صناعتها، بل يبرز أيضًا تأثيرها العميق في إعادة تشكيل مستقبل المركبات الكهربائية عالميًا.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: الإمارات اليوم