في أعقاب التقرير الصادر عن الحكومة الإسبانية حول أسباب انقطاع الكهرباء الواسع الذي شهدته شبه الجزيرة الأيبيرية في أبريل 2025، أصدرت عدة جمعيات دولية بيانا حاسما مفاده: “دعونا نكون واضحين: الطاقة الشمسية لم تكن سبب الانقطاع.”
هذا التصريح لم يكن دفاعًا عاطفيًا عن الطاقة الشمسية، بل كان مدعومًا بتحليل موضوعي يؤكد أن التحديات التي تواجه إدارة أنظمة الكهرباء المعقدة تحتاج إلى حلول تنظيمية وتكنولوجية حديثة، وليس إلى البحث عن كبش فداء.
البيان يدعو بوضوح إلى استثمار عاجل في تعزيز مرونة الشبكة الكهربائية الأوروبية، لا سيما من خلال استخدام محولات الجهد الذكية وتقنيات تخزين البطاريات. هذه التكنولوجيا ليست خيالاً علمياً، بل متاحة اليوم، لكنها لم تُستخدم بالشكل الكافي بسبب غياب التشريعات التي تسمح بذلك.
من المهم أن نلاحظ أن إسبانيا كانت قد ركّزت على الطاقة الشمسية دون تعزيز مماثل في البنية التحتية لتخزين الطاقة. ففي عام 2024، لم تتجاوز قدرة البطاريات المركبة في إسبانيا 250 ميجاواط-ساعة، مقارنة بـ9 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة. أي أن النظام كان يعتمد على مصدر طاقة متقطع (الشمس)، دون وجود ما يكفي من الوسائل لتخزين هذه الطاقة أو إدارة تقلباتها.
ومع ذلك، هناك تطور إيجابي. من المتوقع أن تصبح إسبانيا من بين أفضل خمس دول أوروبية في سوق البطاريات بحلول نهاية عام 2025، بفضل عودة الاهتمام بالبطاريات على نطاق المرافق العامة. لكن هذا يتطلب دعمًا تنظيمياً واضحًا واستقرارًا في السياسات.
إن الطاقة الشمسية ليست المشكلة – بل هي الحل. فهي أرخص مصدر طاقة في معظم أنحاء العالم، وتنمو أسرع من أي تقنية طاقة أخرى. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ستكون الطاقة الشمسية أكبر مصدر للكهرباء عالميًا بحلول عام 2033.
ما نحتاجه ليس التراجع عن مسار التحول الطاقي، بل الإسراع فيه مع تحسين البنية التحتية التنظيمية والتقنية. أوروبا بحاجة إلى شبكات كهرباء مرنة، ذكية، ومرتبطة بأنظمة تخزين متقدمة، وليس إلى نقاشات رجعية تلقي اللوم على مصادر الطاقة المتجددة.
لقد آن الأوان لأن تدرك الحكومات أن أمن الطاقة لا يتحقق فقط بالإنتاج، بل بالتكامل الذكي للتقنيات، والتخزين، والمرونة التشغيلية. المستقبل شمسي – وعلينا أن نكون مستعدين له.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
image credit: canva