سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة- 22 يونيو 2025: أحرقت الاقتصادات الأكثر تقدمًا في العالم الجزء الأكبر من النفط والفحم على مدى العقود الماضية، متسببة في القسم الأعظم من أضرار تغيّر المناخ، فيما تملك دول مجموعة العشرين القدرات اللازمة لتوليد طاقة متجددة تكفي لتغذية العالم بأسره.
وبحسب الباحثَين في التخفيف من آثار تغير المناخ – سفين تيسكي وساوري مياكي – فإن العالم بحاجة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، وإنّ مجموعة العشرين تملك القدرات اللازمة لتوليد طاقة متجددة تكفي العالم بأكمله.
يمثل أعضاء مجموعة العشرين 67٪ من سكان العالم، و85٪ من الناتج المحلي الإجمالي، و75٪ من التجارة العالمية، ما يجعلهم في موقع محوري في جهود مواجهة تغير المناخ. وقد أظهرت الدراسة أن دول المجموعة تمتلك إمكانات هائلة للطاقة المتجددة يمكن استغلالها باستخدام 33.6 مليون كيلومتر مربع من الأراضي لألواح الطاقة الشمسية، أو 31.1 مليون كيلومتر مربع لمزارع الرياح – وهي كميات تفوق بكثير الاحتياجات المتوقعة للكهرباء حتى عام 2050.
لكن في المقابل، فإن هذه الدول نفسها مسؤولة عن 87٪ من الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، فيما لا تتجاوز مساهمة دول الاتحاد الأفريقي (باستثناء جنوب أفريقيا) نسبة 1.2٪ من الانبعاثات التاريخية حتى 2020.
وبالنظر إلى أن بعض دول المجموعة، مثل أستراليا وكندا، تُعد من أبرز مصدري الوقود الأحفوري، فإن تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ سيتطلب منها – ومن غيرها – وقف انبعاثات الكربون تمامًا بحلول منتصف هذا القرن.
أما بالنسبة لأفريقيا، فالوضع أكثر حساسية: القارة بحاجة إلى تزويد نحو 600 مليون شخص بالكهرباء دون اللجوء إلى الوقود الأحفوري، مما يتطلب قفزة مباشرة إلى الطاقة المتجددة. وهي تملك كل المقومات لذلك، من حيث الموارد الطبيعية، غير أنها تفتقر إلى التمويل والسياسات الطويلة الأجل.
قمة مجموعة العشرين القادمة التي سيستضيفها الاتحاد الأفريقي، بالتزامن مع مؤتمر المناخ العالمي (COP30)، تمثل فرصة غير مسبوقة للقارة للدفع باتجاه تمويل عادل ومنصف لمشروعات الطاقة النظيفة. وقد أظهرت دراسة أممية ستُعرض في بون، ألمانيا، أن 3٪ فقط من إمكانات الطاقة المتجددة في أفريقيا كافية لتغطية كامل الطلب المتوقع على الكهرباء حتى عام 2050.
ومع ذلك، فإن توفير هذا التمويل يتطلب تحركات متزامنة على عدة محاور:
- الضغط من خلال مجموعة العشرين لتطبيق ميزانيات كربون عادلة تُحمِّل الدول الكبرى مسؤوليتها التاريخية.
- وضع لوائح تنظيمية شفافة تحفّز الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.
- دعم القدرات التصنيعية المحلية لبناء صناعة طاقة متجددة قادرة على المنافسة.
إذا نجحت هذه الخطوات، فقد تتمكن أفريقيا من توليد فائض من الطاقة النظيفة لا يلبّي حاجاتها فحسب، بل يُصدَّر لتحقيق دخل تنموي مستدام، متماشيًا مع رؤية أجندة 2063 لقارة متوسطة الدخل.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: The Shillong Times