سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة- 8 يوليو 2024: في 4 يوليو الحالي، وقّع الرئيس دونالد ترامب على ما وصفه بـ”مشروع القانون الجميل الكبير”، ليدخل حيّزِ التنفيذ ويشعل موجة من إعادة التقييم بين شركات الطاقة المتجددة الأوروبية العاملة في الولايات المتحدة.
ورغم أن المسودة الأولية للقانون هدّدت بإلغاء حوافز الطاقة النظيفة، فإن التعديلات الأخيرة خفّفت من وطأته، خصوصاً على مطوري طاقة الرياح والطاقة الشمسية. إلا أن التداعيات طويلة الأجل تبقى معقّدة، لا سيّما بالنسبة للشركات ذات الحضور المكثف في السوق الأمريكية.
سيمنز للطاقة (Siemens Energy AG): طموحات بحرية تصطدم بشواطئ السياسة
تجد الشركة الألمانية العملاقة نفسها عند مفترق طرق، إذ تمتلك أكثر من 4.2 جيجاواط من مشاريع الرياح البحرية في الولايات المتحدة. لكنّ الغموض المحيط بموقف إدارة ترامب من تصاريح البنية التحتية والتحديثات الشبكية أثار مخاوف بشأن تأجيلات محتملة واختناقات بيروقراطية.
إلغاء بند ضريبة المكونات الأجنبية، الذي كان سيُعاقب المشاريع التي تعتمد على قطع غيار صينية، منح الشركة بعض الارتياح، خصوصاً وأن سلسلة توريدها تعتمد جزئياً على المصنعين الآسيويين. ومع ذلك، فإن التعديلات الأوسع التي مست قانون خفض التضخم شكّلت تحدياً إضافياً. يرى محللون أن غياب الدعم الفيدرالي قد يُجمّد قطاع الرياح البحرية في أميركا، ما يدفع سيمنز للتركيز أكثر على أوروبا وأمريكا اللاتينية.
ورغم هذه التحديات، بقي سهم الشركة متماسكاً نسبياً، مدعوماً بالطلب الأوروبي المتنامي وحزم التحفيز العام. وقد يرى بعض المستثمرين في التراجع الأميركي فرصة استراتيجية لإعادة التموضع.
إنجي (Engie SA): تنويع أصول ذكي ومرونة استراتيجية
في المقابل، تبدو “إنجي (Engie) في وضع أفضل، نظراً لتنوع محفظتها بين الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين وحتى النووية. ورغم انكشافها النسبي على السوق الأميركية، إلا أن تنوّع تقنياتها ومناطق نشاطها يمنحها مرونة واضحة.
تحظى Engie بتقييم ثابت لدى مؤسسات مثل Morningstar، التي تشيد بقدرتها على توزيع الإنفاق الرأسمالي بذكاء جغرافي وتقني. ويُتوقع أن تحفّز بنود مشروع القانون المعدّلة، والتي تمنح إعفاءات ضريبية للمشاريع التي تبدأ قبل منتصف 2026، تسارعاً في بعض استثماراتها بالولايات المتحدة، خصوصاً في مشاريع الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات، الأقل تأثراً بقيود التصاريح البحرية.
علاوة على ذلك، فإن توجّه Engie نحو خدمات الهيدروجين والبنية التحتية الذكية في أوروبا يمثّل تحوّطاً ضد تقلبات السياسة الأميركية. وقد بدأت بالفعل في توجيه استثماراتها نحو أسواق أكثر استقراراً تنظيمياً، من بينها أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.
نظرة إستراتيجية: الرياح تتغيّر، لكن ليست بالضرورة سلبية
رغم أن القانون الجديد قد يبطئ زخم الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، إلا أن الشركات ذات الرؤية الواضحة والمرونة في إعادة التموضع، مثل Engie، قد تكون قادرة على تحويل الرياح السياسية المتغيّرة إلى فرصة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: INVEZZ