سولارابيك– الرباط، المغرب– 21 سبتمبر 2025: تتواصل في جهة الداخلة وادي الذهب، جنوب المملكة المغربية، التجارب التقنية لنظام “Seawing”، وهو ابتكار متقدم يهدف إلى استخدام طاقة الرياح لدفع السفن، في إطار التوجه العالمي نحو تقليص الانبعاثات الكربونية وتحقيق انتقال بيئي مستدام في قطاع النقل البحري.
ويُعد هذا المشروع، الذي تشرف عليه الشركة الفرنسية “Airseas”، نموذجاً رائداً في مجال التكنولوجيا الخضراء. تأسست الشركة عام 2016 على يد مهندسين سابقين في “إيرباص”،
وكرّست جهودها لتطوير حلول مبتكرة تستفيد من الطاقة النظيفة في الملاحة البحرية، عبر تسخير الرياح كبديل جزئي أو مكمّل للطاقة الأحفورية.
يعتمد نظام “Seawing” على جناح ضخم شبيه بمظلات الطائرات الشراعية يُثبت على مقدمة السفينة، ويُدار أوتوماتيكياً بالكامل عبر خوارزميات ذكية تحلل اتجاه الرياح وسرعتها وتضبط زوايا الجناح لتحقيق أقصى فعالية في الدفع الهوائي.
وتتميز التقنية بقدرتها على الانفتاح والانطواء ذاتياً دون تدخل بشري، مما يتيح تشغيلها أو تعطيلها حسب الحاجة، ويساهم في تقليص استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 20% وفق تقديرات الشركة.
وتكتسي هذه التجارب أهمية خاصة في السياق المغربي، حيث تسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كمختبر مفتوح للتقنيات البيئية المبتكرة، مستفيدة من موقعها الجغرافي بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ومن التزامها بالتحول نحو اقتصاد أخضر منخفض الكربون، بما ينسجم مع أهداف النموذج التنموي الجديد والاتفاقيات المناخية الدولية.
عالمياً، تُعد “Seawing” من أبرز الابتكارات التي تستهدف تقليص البصمة البيئية لصناعة الشحن البحري، والتي تسهم بما بين 2.5% و3% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
ويُشكل اعتماد هذه التقنية في الداخلة خطوة رمزية وإستراتيجية، تعكس قدرة المغرب على احتضان التجارب التكنولوجية المتقدمة، وتُبرز انفتاح الشركات الأوروبية على التعاون مع الشركاء الأفارقة لتعميم حلول النقل المستدام.
ومن المتوقع أن تشهد تقنية “Seawing” انتشاراً أوسع في السنوات المقبلة، خاصة بعد نجاح مرحلة التجريب الميداني في الداخلة، ما يمهد لتحولات جذرية في مفهوم التنقل البحري العالمي، في ظل تصاعد الضغوط التنظيمية على شركات الشحن لتقليص بصمتها الكربونية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: البحر نيوز