سولارابيك، كوريا الجنوبية- 14 سبتمبر 2025: طوّر فريق من العلماء الكوريين نظامًا مبتكرًا لتخزين الطاقة في الهواء المسال، في إنجاز يمثل الأول من نوعه في البلاد بالاعتماد على تقنيات محلية بالكامل. ونجح الفريق في المعهد الكوري للآلات والمواد (KIMM) في إنتاج ما يصل إلى 10 أطنان من الهواء المسال يوميًا، مما يفتح الباب أمام تخزين فائض الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة وإطلاقه في الشبكة عند ذروة الطلب، وهو ما يعد علامة فارقة نحو تحقيق الجدوى التجارية لهذه التقنية على نطاق واسع.
آلية عمل مبتكرة ومكونات محلية
يعتمد النظام على استخدام فائض الكهرباء في الشبكة لتبريد الهواء إلى درجات حرارة منخفضة للغاية (كريوجينية) حتى يتحول إلى الحالة السائلة، ثم يُخزن في خزانات خاصة معزولة حراريًا. وعند الحاجة لتوليد الطاقة، يُسخَّن الهواء المسال ليعود إلى حالته الغازية، ويتمدد بسرعة فائقة تصل إلى حوالي 700 ضعف حجمه السائل. إذ يدفع هذا التمدد الهائل توربينات متصلة بمولدات لإنتاج الكهرباء. وقد تمكن الفريق، بقيادة الباحث الرئيسي الدكتور جون يونغ بارك، من تصميم مكونين رئيسيين محليًا بالكامل، هما “موسِّع توربيني” يدور بسرعة تتجاوز 100,000 دورة في الدقيقة، و”صندوق تبريد” مزود بعزل متعدد الطبقات ونظام تفريغ هوائي للحفاظ على درجات الحرارة المنخفضة.
حل مرن يتجاوز القيود الجغرافية
تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذه التقنية في قدرتها على توفير حل لتخزين الطاقة على نطاق واسع دون الاعتماد على تضاريس معينة، وهو ما وصفه الدكتور بارك بأنه “الحلقة المفقودة لمستقبل الطاقة المتجددة في كوريا”. ففي حين أنه يتعين على التقنيات الحالية، مثل الضخ المائي أو تخزين الهواء المضغوط، أن تُقام في مناطق جبلية أو كهوف جوفية، يمكن بناء أنظمة الهواء المسال في أي مكان تقريبًا، مما يجعلها خيارًا مرنًا ومثاليًا للمدن والمراكز الصناعية. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر النظام مزايا جانبية، حيث يمكن استغلال البرودة الشديدة الناتجة عن العملية في تطبيقات التبريد الصناعي، وكذلك إعادة استخدام الحرارة المهدرة من المصانع المجاورة لرفع كفاءة النظام.
إنجاز وطني في سباق عالمي
يأتي هذا الإنجاز في وقت تتسابق فيه دول وشركات كبرى في المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة لاستكشاف الهواء المسال كوسيط لتخزين الطاقة. من ناحية أخرى، يتميز الإنجاز الكوري بكونه يعتمد على تقنية محلية بالكامل، مما يمنح البلاد استقلالية تكنولوجية في هذا القطاع الحيوي والواعد، ويعزز من مكانتها في السباق العالمي نحو تأمين حلول مستدامة للطاقة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: kimm