سولارابيك، ألمانيا- 16سبتمبر 2025: أعلنت وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية يوم أمس، عن خطة لخفض الدعم الموجه لمصادر الطاقة المتجددة، في إطار نهج وصفته الحكومة بأنه أكثر «براغماتية وواقعية» لعملية التحول الطاقي، وهي خطوة أثارت جدلاً فورياً بين الصناعات الكبرى والجماعات البيئية.
تقرير تقني يوصي بإلغاء “الدعم المضمون“
كشفت وزيرة الاقتصاد والطاقة كاترينا رايش عن تقرير فني أعدته شركة الاستشارات «بي إي تي» (BET) ومعهد «إي دابليو آي» (EWI). وأكدت رايش في تصريحات لوكالات أنباء رسمية أن الانتقال الطاقي لا يمكن أن ينجح إلا عبر «المزيد من البراغماتية والواقعية»، مشيرة إلى أن السياسات يجب أن تركز على السوق وتتجنب الاستثمارات غير المدروسة أو الإفراط في التنظيم. كما أنه من الضروري معالجة الخلل التقني الذي أبرزه التقرير، والذي أشار إلى أن مصادر الطاقة المتجددة تنتج أحياناً فائضاً من الكهرباء لا تحتاج إليه البلاد. في حين أنه في فترات ضعف أشعة الشمس أو قلة الرياح، تعجز هذه المصادر عن تلبية الطلب، ما يفرض اللجوء إلى الوقود الأحفوري لسد الفجوة. وبناءً على ذلك، أوصى التقرير بإلغاء الدعم المضمون لمزارع الطاقة الشمسية، وهو الدعم الذي يضمن سعراً ثابتاً للإنتاج.
تباين صناعي وبيئي رغم الالتزام بأهداف 2045
يمثل هذا التوجه تحوّلاً واضحاً عن سياسة الحكومة السابقة التي قادها حزب الخضر، إذ كان الدعم الواسع أداة أساسية لتسريع الانتقال نحو الحياد الكربوني. وبالإضافة إلى ذلك، رحّب الاتحاد الصناعي الألماني (BDI) بالخطة الجديدة، معتبراً أنها تشكل أساساً لتحسين كفاءة النظام الطاقي وتوازن بين الجدوى الاقتصادية والتنافسية الصناعية والحياد المناخي. من ناحية أخرى، انتقدت منظمة «العمل البيئي الألمانية» المقترحات، مؤكدة أنها تخدم مصالح جماعات الضغط في قطاع الغاز وتؤدي إلى «تفكيك برامج الدعم الحيوية» للمصادر النظيفة، خاصة مع تلميحات الحكومة لبناء مزيد من محطات الغاز لتأمين الإمدادات. وعلى الرغم من هذا الجدل، شددت الوزيرة رايش على التزام الحكومة الحالي برفع حصة الكهرباء المتجددة إلى 80% بحلول 2030، وتحقيق الحياد المناخي الكامل بحلول 2045، لتجد ألمانيا نفسها أمام معادلة صعبة بين تحقيق أهدافها المناخية الطموحة وضمان استقرارها الاقتصادي والصناعي.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: CNN الاقتصادية