سولارابيك – سلطنة عمان، 5 أكتوبر 2025: كشفت شركة نماء لشراء الطاقة والمياه، الذراع الحكومية المسؤولة عن تدبير احتياجات الطاقة في سلطنة عُمان، عن تلقيها ثلاثة عروض من تحالفات دولية كبرى للتنافس على تطوير مشروعين استراتيجيين لإنتاج الكهرباء بالطاقة الحرارية، يُعدان الأضخم من نوعهما في البلاد منذ ما يقارب عشر سنوات. يأتي هذا التطور في وقت تمضي فيه السلطنة قدمًا في خططها الطموحة للتحول نحو الطاقة المتجددة، مما يبرز الأهمية المحورية لهذه المحطات في تحقيق استقرار الشبكة الوطنية.
تفاصيل العروض والتحالفات الدولية
تتنافس الكيانات الثلاثة على الفوز بمناقصة موحدة لتطوير محطتين تعملان بتقنية التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة (CCGT) عالية الكفاءة؛ الأولى في منطقة المسفاة بمحافظة مسقط باستطاعة إنتاجية تبلغ 1,600 ميجاواط، والثانية في منطقة الدقم الاقتصادية بمحافظة الوسطى باستطاعة 800 ميجاواط. وتقود السباق شركة “أكوا باور” السعودية، التي تمتلك سجلاً حافلاً ومشاريع قائمة في قطاع الطاقة العُماني. وبالإضافة إلى ذلك، دخل المنافسة ائتلاف تقوده “كوريا ويسترن باور” الكورية الحكومية، والتي تُعد شريكًا في مشروع “منح-1” للطاقة الشمسية، ويضم هذا التحالف كلًا من “نبراس للطاقة” القطرية، وشركة “الاتحاد للماء والكهرباء” الإماراتية، و”بهوان لخدمات البنية التحتية” العُمانية. في حين أن العرض الثالث يأتي من ائتلاف تقوده مجموعة “شينزين للطاقة” الصينية الحكومية، بالشراكة مع “الشركة الوطنية العمانية للهندسة والاستثمار”. وقد أكدت شركة “نماء” أن جميع المتقدمين يمتلكون الخبرات الفنية والمالية لتنفيذ وتشغيل مشاريع بهذا الحجم بنظام البناء والتملك والتشغيل (BOO).
أبعاد استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة
تحمل هذه المشاريع أهمية استراتيجية تتجاوز مجرد إضافة 2,400 ميجاواط إلى الشبكة الكهربائية، إذ إنها مصممة لتكون حجر الزاوية في ضمان استقرار الشبكة وموثوقيتها مع التوسع المتسارع في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي تتسم بطبيعتها المتقطعة. كما أنه من المخطط أن تحل هذه المحطات الحديثة محل قدرات توليد أقدم وأقل كفاءة في استهلاك الوقود، والتي من المقرر أن تخرج من الخدمة مع انتهاء عقودها خلال السنوات المقبلة. وفي هذا السياق، أوضح المهندس أحمد بن سالم العبري، الرئيس التنفيذي لشركة نماء لشراء الطاقة والمياه، أن هذه المشاريع تمثل إنجازًا بارزًا لتعزيز البنية التحتية للطاقة وتلبية الطلب المتنامي، مشيرًا إلى أن المحطات الجديدة مصممة لتكون قادرة على التشغيل جزئيًا بالهيدروجين الأخضر مستقبلاً، مما يتماشى مع رؤية السلطنة وتطلعاتها في قطاع الطاقة والتنمية الاقتصادية.
خارطة طريق واضحة ورؤية مستقبلية
وضعت السلطنة جدولًا زمنيًا طموحًا للمشروعين، حيث يُستهدف بدء التشغيل التجاري الكامل بحلول الأول من أبريل لعام 2029، على أن يتم توفير طاقة مبكرة للشبكة قبل ذلك بعام، أي في الأول من أبريل 2028. من ناحية أخرى، لا تتعارض هذه الخطوة مع التوجه نحو الطاقة النظيفة، بل تكملها؛ فقد كشفت شركة “نماء” بالتوازي عن خطط لطرح حزمة كبرى من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بهدف رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى نحو 40% من إجمالي الإنتاج بحلول عام 2030، وهو قطاع من المتوقع أن يجذب استثمارات تقدر بحوالي 5 مليارات دولار أمريكي خلال الإطار الزمني نفسه، مما يرسم ملامح مستقبل واعد لمزيج طاقة متوازن ومستدام في السلطنة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Oman observer
image credit: canva