سولارابيك- بيليم، البرازيل– 11 نوفمبر 2025: مع انطلاق قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP30) هذا العام في البرازيل، تبدو المخاطر على المناخ أعلى من أي وقت مضى.
العالم تغيّر كثيرًا منذ الاتفاق التاريخي في باريس قبل عشر سنوات، لكن ليس بالاتجاه الذي كان مأمولًا. فقد ارتفعت حرارة الأرض بوتيرة أسرع من قدرة المجتمعات على الحد من حرق الفحم والنفط والغاز، رغم إحراز بعض التقدم بخفض التوقعات المستقبلية للاحتباس الحراري بأكثر من درجة مئوية واحدة منذ 2015.
الهدف المعلن لقمة الأمم المتحدة للمناخ (COP30) بسيط لكنه طموح: أن تعمل الدول معًا لوقف أسوأ آثار تغير المناخ. غير أن كثيرًا من الخبراء يرون أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال، فيما تتفاقم الكوارث المناخية التي تهدد حياة مليارات البشر حول العالم.
دور الشعوب الأصلية في قلب الأمازون
اختيار بيليم، على عتبة أكبر غابة مطيرة في العالم، أتاح تسليط الضوء على دور الشعوب الأصلية في حماية الأراضي ومكافحة تغير المناخ. وتوقعت حكومة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مشاركة أكثر من 3000 مندوب من السكان الأصليين، مقارنة بـ170 فقط في قمة العام الماضي بأذربيجان. وقالت أوليفيا بيسا، زعيمة شعب تشابرا في بيرو: “هذه المرة يأتي زعماء العالم إلى قلب الأمازون، أقرب إلى منازلنا وأنهارنا وأراضينا”.
ورغم أن السكان الأصليين لا يمثلون الأمم القبلية بشكل مباشر في المحادثات، فإن مشاركتهم كمندوبين عن دولهم القومية تمنحهم دورًا أكبر في المفاوضات. كما أثارت احتجاجاتهم تناقضات البرازيل، التي تقدم نفسها كحامية للأمازون بينما وافقت مؤخرًا على مشروع حفر نفطي عند مصب النهر.
التزامات لحماية الغابات
في الأيام السابقة لانطلاق قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP30)، تعهدت عشرات الدول بدعم مبادرة رئيس البرازيل لولا لإنشاء “مرفق الغابات الاستوائية للأبد”، الذي جمع بالفعل 5.5 مليار دولار من النرويج وفرنسا والبرازيل وإندونيسيا، مع إعلان ألمانيا التزامًا كبيرًا. ويهدف الصندوق إلى قلب المنطق الاقتصادي لإزالة الغابات بجعل الحفاظ عليها أكثر ربحية، مع آلية عقابية للدول التي تفشل في حماية أشجارها.
غياب الولايات المتحدة
أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن ترسل أي مسؤول رفيع المستوى إلى القمة، في ظل موقف الرئيس ترامب الذي وصف تغير المناخ بأنه “خدعة” وانسحب من اتفاق باريس. ويثير هذا الغياب مخاوف من تراجع الدور الأمريكي في إقناع الصين بخفض الانبعاثات وتأمين التمويل للدول الفقيرة.
بعد عقد من اتفاق باريس
منذ توقيع الاتفاق، ارتفعت حرارة الكوكب السنوية بنحو 0.46 درجة مئوية، وهو من أكبر الزيادات خلال عقد واحد، وفق بيانات “كوبرنيكوس”. ورغم أن الطاقة المتجددة أصبحت أرخص من الوقود الأحفوري في معظم المناطق، وأن التزامات الدول قد تخفض الاحترار بأكثر من درجة مئوية، إلا أن الهدف العالمي المتمثل في حصر الارتفاع عند 1.5 درجة يبدو بعيد المنال.
وبينما لا يُتوقع أن تخرج القمة باتفاق جديد طموح، يصفها المنظمون بأنها “مؤتمر الأطراف التنفيذي”، يركز على التنفيذ العملي أكثر من التفاوض على نصوص جديدة. وكما قالت كريستيانا فيغيريس، الرئيسة السابقة لاتفاقية المناخ: “من يسأل عن الاتفاق الذي سيخرج من بيليم يطرح السؤال الخطأ”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: euronews


