سولارابيك – المغرب – 25 ديسمبر 2025: تتحول الموانئ المغربية اليوم من مجرد محطات لوجستية لتبادل البضائع إلى ركائز استراتيجية تقود قاطرة اقتصاد الطاقة النظيفة عالمياً، تزامناً مع تنامي الطلب الدولي على الوقود منخفض الانبعاثات في قطاعات الشحن البحري والصناعات الثقيلة.
طنجة المتوسط.. قلب “بوابة الطاقة الخضراء”
كشف تقرير حديث حمل عنوان “بوابة نحو الطاقة الخضراء”—أُعد بالتعاون بين البنك الدولي، ووزارة التجهيز والماء، والوكالة الوطنية للموانئ، وبمساهمة “مازن” و”إيريسين”—عن مؤهلات استثنائية تجعل من الموانئ المغربية، وفي مقدمتها “ميناء طنجة المتوسط”، محاور مركزية في سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر. وتستند هذه الرؤية إلى قدرة المملكة على تقديم حلول مستدامة لتزويد السفن والصناعة الوطنية بالوقود، فضلاً عن تصديره للأسواق الأوروبية.
ويضع التقرير المغرب في قلب تحولين عالميين مفصليين، وهما إزالة الكربون والتوجه نحو الهيدروجين الأخضر.
ويستمد المغرب قوته في هذا المجال من قدرته على إنتاج هيدروجين بتكلفة تنافسية، مدعوماً ببنية تحتية متقدمة وإطار تنظيمي واضح، ما يحول تفوقه في الطاقة المتجددة إلى أداة لتحقيق الحياد الكربوني.
فرص ذهبية تقودها التشريعات الأوروبية
ساهمت القوانين الأوروبية الصارمة، مثل نظام تداول الانبعاثات في تسريع توجه السفن نحو الوقود النظيف. ويمثل هذا التحول فرصة ذهبية للموانئ المغربية لاستقطاب الطلب المتزايد، خاصة مع الالتزام العالمي بتحقيق الحياد الكربوني للشحن البحري بحلول عام 2050.
وقد حدد التقرير ثلاث جبهات رئيسية للطلب على الهيدروجين المغربي:
- الشحن البحري: توقعات بوصول الحاجة إلى 3 ملايين طن مكافئ للهيدروجين سنوياً بحلول منتصف القرن، مع دور ريادي لميناء طنجة المتوسط بفضل موقعه عند مضيق جبل طارق.
- الصناعة الوطنية: تحويل قطاعات الأسمدة، والصلب الأخضر، وإنتاج وقود الطيران إلى صناعات نظيفة.
- التصدير لأوروبا: سد فجوة الطاقة المتجددة في القارة العجوز لتعويض محدودية مواردها المحلية.
الاستثمار في المستقبل
بينما يبرز ميناء طنجة كمركز للتزود بالوقود، توفر منطقة “طانطان” آفاقاً لإنتاج الطاقة منخفضة التكلفة بفضل موارد الرياح والشمس الضخمة، رغم حاجتها لاستثمارات مكثفة في البنية التحتية وتأهيل الكفاءات البشرية. وخلص التقرير إلى أن إطلاق مشاريع تجريبية وتطوير أطر تنظيمية متينة سيعزز من مكانة المغرب كمركز استراتيجي في تجارة الطاقة العالمية، بما يخدم الأهداف المناخية ويدفع عجلة التنمية المستدامة.
تابعونا على لينكيدإنLinked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Detafour
Image source: Canva library

