سولارابيك، الصومال– 17 ديسمبر 2025: أقرّ مجلس إدارة صندوق التنمية الأفريقي حزمة منح مالية بقيمة 23.36 مليون دولار أمريكي، تهدف بشكل مباشر إلى توفير إمدادات كهربائية نظيفة وموثوقة لمدينة بوصاصو الساحلية الصومالية، في تحرك استراتيجي يرمي لإنهاء هيمنة المولدات الملوثة والمكلفة. يأتي هذا المشروع ليعالج أزمة الطاقة في واحدة من أكثر الدول معاناةً من فقر الكهرباء، إذ يستهدف إعادة تأهيل البنية التحتية المتهالكة وتعزيز المؤسسات العاملة في القطاع، بما يضمن استدامة الإمدادات للأسر والشركات على حد سواء.
تمويل هجين وحلول تقنية ذكية
يتوزع التمويل المخصص لهذا المشروع الطموح بين منحتين رئيسيتين؛ إذ يساهم صندوق التنمية الأفريقي بمبلغ 9.62 مليون دولار أمريكي، وبالإضافة إلى ذلك، يقدم “مرفق دعم الدول التي تمر بمرحلة انتقالية” مبلغ 13.74 مليون دولار أمريكي. يركز المشروع تقنياً على إدخال أنظمة توليد الطاقة الشمسية الحديثة، وتوسيع نطاق شبكة التوزيع الحالية، إلى جانب تركيب عدادات ذكية تمكن الأسر من إدارة استهلاكها بكفاءة عالية. كما أنه سيوفر حلولاً جذرية للمناطق المحرومة عبر نشر أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية للأسر التي لم تصلها الكهرباء من قبل، مع إيلاء أولوية خاصة للنازحين داخلياً الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، مما ينقلهم من العتمة إلى النور عبر حلول خارج الشبكة المركزية.
مواجهة التكلفة الباهظة وإنعاش الاقتصاد
يعاني الصومال من أدنى معدلات الوصول للكهرباء عالمياً، حيث يقبع نصف السكان بلا تيار، في حين أنه حتى الفئة التي تمتلك إمكانية الوصول تتكبد أسعاراً باهظة نتيجة الاعتماد شبه الكلي على مولدات الديزل الملوثة والمكلفة تشغيلياً. من ناحية أخرى، رحّب بوبكر سنكاره، كبير مستشاري العمليات للصومال في مجموعة البنك، بهذا التمويل مؤكداً أن المشروع سيغير حياة العائلات والشركات الصغيرة في بوصاصو عبر جعل الكهرباء أرخص وأنظف وأكثر موثوقية، واصفاً إياه بالركيزة الأساسية لمستقبل طاقة أكثر استدامة. ومن المتوقع أن تنعكس هذه الجهود إيجاباً على الأسواق والمتاجر الصغيرة التي ستستفيد من طاقة مستقرة، مما يتيح للعائلات وصولاً أفضل لخدمات التبريد والإضاءة، ويحسن الظروف المعيشية في الأحياء المكتظة.
استدامة بيئية وبناء قدرات مؤسسية
تمتد ثمار المشروع لتشمل الجوانب البيئية والوظيفية، إذ سيساهم استبدال الديزل بالطاقة الشمسية المدعومة بتخزين البطاريات في خفض انبعاثات الكربون بشكل ملموس، داعماً بذلك أهداف الصومال المناخية طويلة الأجل. وسيوفر المشروع فرص عمل فورية خلال مرحلة الإنشاء، ووظائف طويلة الأجل في مجالات التشغيل والصيانة. ولضمان عدم تكرار فشل الإدارة السابق الناتج عن ضعف القدرات، سيدعم المشروع المؤسسات العامة عبر برامج تدريب تقني وبناء قدرات مكثفة، لتمكين الدولة من تخطيط وتنظيم قطاع الطاقة بفعالية واقتدار.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: afdb

