سولارابيك، سويسرا – 6 ديسمبر 2025: كشفت تجربة علمية رائدة، هي الأولى من نوعها في سويسرا، عن نتائج “ثورية” في قطاع التنقل الكهربائي، حيث أثبتت تقنية الشحن اللاسلكي كفاءة تشغيلية تصل إلى 90% ، مماثلة تماماً للأنظمة التقليدية المعتمدة على الكابلات. وجاءت هذه النتائج ضمن مشروع “INLADE” الذي نفذه باحثون من المختبرات الفيدرالية السويسرية لعلوم المواد والتكنولوجيا (Empa) بالتعاون مع شركة “Eniwa AG” وبدعم من المكتب الفيدرالي السويسري للطاقة وكانتوني زيورخ وأرجاو، بهدف نقل تكنولوجيا الشحن الحثي من الهواتف الذكية إلى عالم المركبات الثقيلة، حيث تجاوزت التجربة التوقعات وأكدت إمكانية التخلي عن المقابس والموصلات المعقدة لصالح أنظمة شحن تلقائية بالكامل تعمل بمجرد ركن السيارة.
تقنية ذكية تتحدى الظروف المناخية
خضعت التكنولوجيا الجديدة لاختبارات قاسية في مجمع “move” بمدينة دوبيندورف لضمان موثوقيتها، حيث اعتمد الباحثون على نظام نقل طاقة عبر مجال مغناطيسي بين ملف إرسال مدمج في الأرضية وملف استقبال مثبت أسفل المركبة. وأظهرت التجارب العملية أن النظام يعمل بكفاءة عالية حتى في ظل ظروف مناخية صعبة شملت الثلوج والأمطار ودرجات الحرارة المنخفضة، فضلاً عن حالات الانحراف البسيط في صف السيارة. وكجزء من بروتوكولات الأمان الصارمة، يجري النظام فحصاً تلقائياً قبل بدء الشحن للكشف عن أي عوائق أو كائنات حية بين الملفين، في حين أنه يعتمد على شاشة داخلية لتوجيه السائق نحو نقطة الوقوف المثالية، لتبدأ عملية الشحن آلياً دون أي تدخل بشري. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت شركة “AMAG” مع شركاء المشروع لتعديل مركبات موجودة مسبقاً ودمج ملفات الاستقبال مع أنظمة الجهد العالي فيها، مع ضمان عدم تداخل المجالات المغناطيسية مع الأجهزة الإلكترونية أو التأثير على صحة الركاب، مما منح هذه المركبات الموافقة الرسمية للسير على الطرقات.
بطاريات متنقلة لدعم استقرار الشبكة
لا تقتصر أهمية هذا الابتكار على راحة السائقين فحسب، بل تمتد لتشمل تحولاً جذرياً في إدارة الطاقة، إذ يرى الباحثون أن ربط السيارات بالشبكة تلقائياً ودون عناء يفتح الباب واسعاً أمام تقنيات الشحن ثنائي الاتجاه. ومن ناحية أخرى، أشار ماتياس هوبر، الخبير في مختبر “إمبا”، إلى أن السيارات الكهربائية تظل مركونة لمدة تقارب 23 ساعة يومياً، مما يجعلها مخازن طاقة مثالية يمكن استغلالها لتثبيت استقرار الشبكة الكهربائية عند الحاجة. كما أنه أوضح أن الميزة الكبرى للنظام الحثي تكمن في تكرار عملية اتصال المركبة بالشبكة بشكل أكبر مقارنة بالشحن السلكي، نظراً لغياب الجهد البدني المطلوب للتوصيل، مما يعزز من فرص نجاح عملية تحول الطاقة ويحول المركبات إلى وحدات تخزين متنقلة فعالة تخدم البنية التحتية للطاقة بقدر ما تخدم أصحابها.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: empa

