سولارابيك – المغرب، الرباط – 25 أبريل 2023: أعلنت المغرب عن إطلاق الدورة الثالثة عشر للموائد المستديرة «اربوا» والبحر الأبيض المتوسط التي تناقش مستقبل الهيدروجين الأخضر في القارة، والذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط بعد أقل من أسبوعين من الآن، وتتصدر الفرص والتحديات التي يمثلها الهيدروجين في مكافحة تغير المناخ قائمة جلسات المنتدى الذي تنظمه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط«يو إم 6 بي -U M 6 B» الأسبوع المقبل مع جامعة «إكس أون بروفانس- Aix-en-Provence»والمركز الوطني للبحوث العلمية.
الهيدروجين في المستقبل: المعتقدات الخاطئة والحقائق
يجتمع المسؤولين والقادة الصناعيون والجهات الفاعلة في مجال البحث والابتكار والطلاب وممثلون عن المجتمع المدني حول برنامج من المؤتمرات العامة لبلورة تطلعاتهم في الحدث الذي يحمل عنوان “الهيدروجين في المستقبل: المعتقدات الخاطئة والحقائق”، والذي يكون من ضمن بنود الدورة الثالثة عشرة للموائد المستديرة “اربوا” والبحر الأبيض المتوسط.
يجتمع نحو ألف شخص على مدى يومين لمناقشة مستقبل القطاع في أفريقيا وأوروبا والمساهمة في تحفيز المجلس العلمي والصناعي التابع للمنتدى لتعزيز نمو تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، التي تصب في خدمة الإجراءات الملموسة اللازمة للحد من الحالة المناخية الطارئة.
يشكّل إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع أحد المواضيع التي سيتم تناولها خلال يومين من المناقشات ضمن الدورة الثالثة عشر للموائد المستديرة «اربوا» والبحر الأبيض المتوسط ، من شأن هذا الأمر أن يتيح للقارة الإفريقية إمكانية توريد 25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر إلى أسواق الطاقة العالمية، أي ما يعادل 15 في المائة من الغاز المستخدم حالياً في الاتحاد الأوروبي
ترسيخ الاقتصاد الأخضر في أفريقيا
يعتبر الخبراء والمحللون الاهتمام بمشاريع الهيدروجين من علامات الانتقال السريع في أفريقيا إلى الاستثمار في مشاريع الطاقة الخضراء، والذي بدوره يعد عاملا مهما للحكومات والشركات، باعتباره إحدى خطوات ترسيخ دعائم الاقتصاد الأخضر.
تتجه المغرب لوضع أسس مستدامة لتنمية الهيدروجين الأخضر ليس فقط في السوق المحلية، بل في باق دول أفريقيا أيضا لجذب المستثمرين إلى أسواقها من خلال العمل على وضع مبادرات واستراتيجيات تواكب المرحلة القادمة
يكثف المغرب جهوده الرامية إلى دعم صناعة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا عبر حزمة مبادرات جديدة في سياق خطط إقناع دول القارة بضرورة دفع القطاع المهم في تنمية اقتصاداتها من بوابة توظيف كل القدرات التي لا تزال تحتاج إلى تطويرها لبلوغ هدف الحياد الكربوني.
إفريقيا كمركز عالمي للهيدروجين الأخضر
يتركز تطوير الهيدروجين في إفريقيا في ثلاثة مراكز استثمار رئيسية: مصر وجنوب إفريقيا والمغرب. على سبيل المثال، طبقت المغرب استراتيجية تهدف إلى إزالة الكربون من قطاع الصناعات الثقيلة من خلال الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر.
كما سوف يتم نشر تقرير خلال المنتدى يحمل عنوان «الإمكانات الاستثنائية للهيدروجين الأخضر في إفريقيا» ،واستناداً إلى هذا التقرير فإن الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر يسمح بخفض انبعاثات الكربون في إفريقيا بنسبة 40 %، وتجنب إطلاق 500 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في الغلاف الجوي، بالإضافة الى أن هذا الأمر يتيح للقارة الأفريقية إمكانية توريد 25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر إلى أسواق الطاقة العالمية، أي ما يعادل 15 في المئة من الغاز المستخدم حاليا في الاتحاد الأوروبي.
توجد في أفريقيا عشرة مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كل منها في مرحلة مختلفة من التنفيذ، وفقا لبيانات محللين شركة أس آند بي غلوبال العالمية للاستشارات المالية.
دعم التنمية الزراعية الخالية من الكربون في إفريقيا
تعمل الأمونيا الخضراء، التي تنتج عن تفاعل النيتروجين مع الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة، على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المنبثقة من الأسمدة الضرورية للتنمية الزراعية، في وقت تواجه فيه الكثير من البلدان، بما في ذلك أوروبا، تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي.
تعمل مجموعة «أو سي بيه- OCP» ، أكبر منتج للأسمدة في العالم، والرائدة في قطاع الفلاحة الدقيقة والجهة الفاعلة المكرّسة لجهود تحويل الاقتصادات الإفريقية، على تعزيز مكانتها حالياً لتصبح رائدة في سوق الهيدروجين الأخضر.
أطلقت المجموعة المغربية برنامجاً استثمارياً جديداً بقيمة 12 مليار دولار أمريكي للفترة الممتدة بين 2023-2027، يضعها في طليعة الثورة الخضراء في أفريقيا، من خلال تطوير زراعة أكثر ملاءمة للتربة، والأهم من ذلك أيضاً، من خلال تطوير مصادر جديدة للطاقات المتجددة، وفي مقدمتها الهيدروجين الأخضر.
تعليقات المسؤولين
إن الهيدروجين الأخضر يعتبر مصدرا للأمل المتمثّل في تسريع التحوّل في مجال الطاقة في المغرب وأفريقيا. تنظيمنا لهذه الدورة سيسلط الضوء أكثر على هذا المجال ولتعريف الناس بالتطورات العلمية في هذا المجال وفرص استخدام الهيدروجين الأخضر في القارتين الأفريقية والأوروبية.
هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية
يعد الهيدروجين الأخضر عنصرا ضروريا لدعم الحلول الخاصة بتحديات اقتصادات إزالة الكربون والتنقّل الأخضر الصديق للبيئة واستقلالية الدول في مجال الطاقة، خلال هذا الحدث، ستُتاح لنا الفرصة للاستماع إلى خبراء مرموقين يشاركوننا معرفتهم من أجل تقديم حلول ملموسة للاقتصادات الأوروبية والأفريقية على السواء.
دانيال ناهون، مؤسس منتديات طاولات أربوا والبحر المتوسط المستديرة
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: جريدة العرب