انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة مُشاركة الدراجات الهوائية في العديد من دول العالم، والصين خاصة وهي عبارة عن خدمة يتشارك فيها المُستخدمون استعمال الدراجات عبر الاشتراك بإحدى الشركات العاملة في هذا المجال وذلك بدفع مبلغ مُعيّن أو مجاناً. كما تقوم بعض تطبيقات الخرائط على الهواتف الذكية بإظهار الدراجات القريبة المتوفّرة للاستعمال.
والهدف من هذه الفكرة هو تسهيل حصول المُستخدمين على وسائل نقل ملائمة للرحلات القصيرة، وبتكلفة أقل من وسائل النقل الخاصّة، بالإضافة إلى تخفيف الازدحام والتلوّث البيئي.
فوضى خلف الاستثمارات في الدراجات الهوائية
أدى جنون مشاركة الدراجات الهوائية في الصين إلى امتصاص مليارات الدولارات من أموال المستثمرين والشركات الناشئة. وتم استثمار هذه المبالغ على ملايين من هذه الدراجات الجديدة في محاولة منها للاستحواذ على حصة في السوق.
لكن المشكلة ظهرت عندما أفلست معظم هذه الشركات، تاركةً ورائها ملايين الدراجات الهوائية المهجورة في وجه سلطات المدن والتي اضطرت لإزالة تلك الفوضى متحملة أعباء مالية كبيرة.
ووفقاً للحكومة في هانغتشو، تبلغ تكلفة إزالة كل دراجة مهجورة من الشارع 9.6 يوان (1.40 دولاراً أمريكياً).
عندما كان يُنظر إلى الصناعة الجديدة على أنها مربحة، قفز الجميع لمشاركة قطعة من الكعكة، وتدفق رأس المال ولكن الإدارة تخلفت وتركت ورائها صناعة مليئة بالمشاكل
لم يكن لدى العديد من الشركات الصغيرة للدراجات المشتركة الوعي أو القدرة على أن تكون تجربتهم تجربة مستدامة
أعداد الدراجات المهجورة
تُقدر إحدى الجهات الحكومية عدد الدراجات المهجورة بحوالي 20 مليون دراجة مشتركة مستخدمة في عام 2017.
فمثلاً تعرضت شركة «Xiaoming» وهي واحدة من 60 شركة عاملة في مجال مشاركة الدراجات للإفلاس، وتركت خلفها 430,000 دراجة في أكثر من 10 مدن.
وذكرت شركة «Xiaoming» أن واحدة من أكبر الأكوام كانت وسط مدينة شنغهاي والتي وصل عدد الدراجات فيها إلى 30 ألف دراجة هوائية مهجورة.
خطوات بعض الشركات للتخلص من الدراجات الهوائية المهجورة وتفادي تراكمها مستقبلاً
أثار فيروس كورونا انتعاشاً من جديد في مشاركة الدراجات الهوائية في الصين، حيث يسعى الناس لتحاشي وسائل النقل العام والاستخدام الفردي للدراجات.
وفي ضوء ذلك ولتفادي تراكم الدراجات مستقبلاً تعهدت بعض الشركات بالمسؤولية عن دورة الحياة الكاملة لمركباتهم. فعندما يرغب العميل بالتخلص من دراجته فإن الشركة تملك العديد من الطرق المتنوعة لإعادة تدويرها.
وقد اكتشفت شركتا «Mobike» و«YUUE» أنه من الممكن استغلال الإطارات والأجزاء المفككة لصنع كراسي ومصابيح مثيرة للاهتمام، حيث قامت شركة «Mobike» أيضاً بإعادة تدوير 7800 إطار مطاطي قديم للدراجات واستخدامه كسطح لمضمار الركض في بلدة في مقاطعة شنشي.
وعالجت شركة «Yang’s China Recycling» لإعادة التدوير، حوالي 4 ملايين دراجة مشتركة منذ عام 2017. كما تنفق حوالي 10 ملايين يوان شهرياً على شراء الدراجات والأجزاء المستعملة للحفاظ على ما تبقى من الفولاذ والمعادن والبلاستيك.
واشترى فاعل خير في دولة ميانمار دراجات هوائية مستعملة من شركة «Ofo» الصينية وشركة «Obike» السنغافورية وتبرع بها لأطفال المدارس المحليين لمساعدتهم في الوصول إلى مدارسهم.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوما مشمساً!
المصدر: وكالة بلومبيرغ
