سولارابيك – أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة– 27 أغسطس 2023: ألقى النمو السريع للوظائف الخضراء، الضوء على فجوة كبيرة في المهارات، حيث إن “الطلب عليها يفوق المهارات المتاحة”.
ما الوظائف الخضراء؟
هي تلك الوظائف التي تسهم بالحفاظ على البيئة أو تحسينها، فضلًا عن تعزيز الممارسات المستدامة والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون. وهي تركز عادة على معالجة التحديات البيئية، مثل تغير المناخ، والتلوث، واستنزاف الموارد، وفقدان التنوع البيولوجي. وتتمثل أهم القطاعات الأكثر تأثرًا بالحاجة إلى الوظائف الخضراء في: قطاع الطاقة، وكفاءة الطاقة، والزراعة المستدامة، وإدارة النفايات، والبناء الأخضر.
الوظائف الخضراء مفيدة للمؤسسات
ليس من المستغرب أن تجلب الوظائف الخضراء معها مجموعة واسعة من الفوائد. ومن خلال إعطاء الأولوية لتنمية المهارات الخضراء -وبالتالي تمهيد الطريق للوظائف الخضراء- تستطيع المنظمات أن تتبنى الاستدامة، واغتنام الفرص في الاقتصاد الأخضر، والعمل نحو مستقبل أكثر إنصافا. وهذه الفوائد تجعل الوظائف الخضراء استثمارًا جذابًا وقيمًا للمؤسسات الملتزمة بمستقبل مستدام.
فجوة المهارات الخضراء
تشير “فجوة المهارات” إلى عدم التوافق بين المهارات المطلوبة للوظائف (الخضراء) والمهارات التي تمتلكها القوى العاملة المتاحة. ونظرًا لأن الوظائف الخضراء هي ظاهرة جديدة نسبيًا، يوجد حاليًا عدد قليل جدًا من الموظفين الذين يمتلكون المهارات المتخصصة أو الشهادات المطلوبة لشغل هذه الوظائف.
تتطلب المهارات الخضراء مستوى عاليا من الخبرة المهنية والعلمية وسنوات من التدريب، وقد شكلت الوظائف الخضراء في مجال الطاقة النووية والسلامة والهندسة أكثر من نصف إعلانات الوظائف التي شملها الاستطلاع الذي أجرته شركة تحليلات سوق العمل Lightcast. ووجدت أن وظائف المهندسين الميكانيكيين والكهربائيين تمثل 20% أخرى من الوظائف الشاغرة “الخضراء”.
كيف يمكن معالجة فجوة المهارات الخضراء
تتطلب معالجة فجوة المهارات الوظيفية الخضراء نهجًا متعدد الأوجه، يتضمن تطوير وتوسيع البرامج التعليمية والتدريب المهني الذي يركز على المهارات والتكنولوجيات الخضراء. وفي هذا السياق سنلقي نظرة على العديد من الاستراتيجيات التي اتبعتها الحكومات والشركات للتغلب على التحديات التي تطرحها فجوة المهارات الخضراء. ومن خلال تنفيذ مثل هذه الاستراتيجيات يمكن للمؤسسات المساهمة في تضييق فجوة المهارات الخضراء من خلال قوة عاملة مصممة بدقة يمكنها المساهمة بشكل فعال في التحول إلى اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون.
تعمل الشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا على تكثيف برامج التدريب لسد فجوة المهارات الخضراء المتزايدة، مع ارتفاع الطلب على العمال الذين يمكنهم تركيب مصادر الطاقة المتجددة وصيانتها، مثل، المضخات الحرارية والألواح الشمسية وشواحن السيارات الكهربائية.
ويستهدف التدريب المجالات التي تعاني من أكبر نقص فوري، بما في ذلك تركيب المضخات الحرارية والألواح الشمسية، وتحديث المباني السكنية والتجارية، وتركيب شحن السيارات الكهربائية؛ حيث تجدُر الإشارة إلى أنه ستصبح هناك الحاجة إلى أكثر من مليون عامل في مجال الطاقة الشمسية في السنوات السبع المقبلة في جميع أنحاء أوروبا، لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة لعام 2030، وفقًا لتقديرات هيئة صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا.
وفي المملكة المتحدة وحدها ستظهر الحاجة إلى إضافة العديد من القوى العاملة المؤهلة كل عام؛ حيث تتوقع شركة برايس ووترهاوس كوبرز بزيادة الحاجة إلى نحو 66 ألف مهندس جديد للتدفئة، ومتخصصي العزل، وعمال الزجاج. بحسب ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز.
وفي ضوء ذلك.. سعت بعض الشركات نحو تقليص الفجوة في المهارات الخضراء كما يلي:
– تدير مجموعة الطاقة المتجددة البريطانية أوكتوبوس مركز تدريب في منطقة سلاو الصناعية، لتدريب نحو 1000 موظف سنويًا في تركيب أنظمة الطاقة المتجددة. ومن جانبه أوضح الرئيس التنفيذي لشركة أوكتوبس: أن معظم “الذين يتم توظيفهم الآن هم أشخاص لديهم بعض الخبرة في مجال الغاز أو التدفئة”.
– بدأت شركة الطاقة المتجددة ومقرها ميونخ BayWa r.e “أكاديمية هندسية” داخلية هذا العام، حيث قدمت دورات يحضرها حوالي 40 موظفا شهريا، معظمهم من مهندسي الطاقة الشمسية المحتملين.
– قدمت شركة Statkraft، وهي مزود آخر للطاقة المتجددة ومقرها في أوسلو، مهاماً في التصميم والمشتريات عبر أنواع مختلفة من مشروعات الطاقة المتجددة.
– قدمت منح حكومية في المملكة المتحدة، مثل منحة التدريب الحراري الجديدة التي تبلغ قيمتها 5 ملايين جنيه استرليني، للتدريب على كيفية تركيب المضخات الحرارية في 60 مركز تدريب معتمدا، وتعهدت الحكومة أيضًا بتخصيص 8.9 مليون جنيه استرليني لتدريب العمال، ووعدت ببرنامج تدريب مهني لفنيي التدفئة في وقت لاحق من هذا العام، كما تم تخصيص 63 مليون جنيه استرليني أخرى لـ”برامج العودة”، والتي ستشمل إعادة المهارات الخضراء، المصممة لجذب أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق، والذين يتطلعون إلى العودة إلى سوق العمل مرة أخرى.
– هذا وأطلقت مجموعة التوظيف ريد، ومقرها المملكة المتحدة، الشهر الماضي ذراع الوظائف الخضراء الذي يهدف إلى توظيف ألف شخص كل عام، بالشراكة مع أكاديمية أكسفورد للطاقة، وهي مركز للتدريب والتقييم في مجال التدفئة والسباكة، وسيشمل التدريب عزل المباني، والزجاج المزدوج، وتحسين تصميم التهوية، وتركيب أنظمة تدفئة أكثر كفاءة، وفي هذا الصدّد صرحت شركة Reed Environment أنها ستستهدف المسجلين كعاطلين عن العمل، وكذلك الشركات والسلطات المحلية، من خلال التدريب المدعم. ومن جانبه يُشير “توم هوينز”، مدير شركة ريد للبيئة، إلى أن التعديل التحديثي يوفر أيضًا فرصة للمبتدئين الجدد، مثل خريجي المدارس، بالإضافة إلى أولئك الذين يغيرون وظائفهم. ويضيف: “أنت لا تحتاج إلى سنوات من الخبرة أو إلى مؤهل”.
– كما أطلقت شركة City and Guilds، وهي شركة تعليمية مقرها لندن، دورات تدريبية حول تركيب شاحن السيارة الكهربائية وتعديله، والتي يمكن أن تمولها الحكومة اعتمادًا على العمر والدخل، ومنحت منحًا للأفراد المحرومين للتدريب على تركيب شاحن السيارة الكهربائية.
– علاوة على ذلك، تقدم أكاديمية أكسفورد للطاقة أيضًا تدريبًا على تركيبات شاحن المركبات الكهربائية والألواح الشمسية، ويدفع تكاليفه الأفراد والشركات الذين يعملون لحسابهم الخاص. وتذكر أن معظم من تدربهم هم بالفعل سباكين وكهربائيين ومهندسين.
تحديات المهارات الخضراء
أشارت الاتحادات الصناعية في المملكة المتحدة إلى أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام التطوير على نطاق واسع وتسريع قاعدة المهارات اللازمة للتحول إلى الطاقة الخضراء بين أصحاب الأعمال الصغيرة الحاليين، حيث يعمل العديد من العمال لحسابهم الخاص، لذا فإن قضاء بعض الوقت في إعادة اكتساب المهارات ينطوي على خطر فقدان الدخل.
ومن جانبها، تُشير “شارلوت لي” الرئيس التنفيذي لجمعية المضخات الحرارية في المملكة المتحدة “أعتقد أننا يجب أن نضع في اعتبارنا أن مبلغ الـ500 جنيه استرليني قد يغطي تكلفة الدورة التدريبية، لكنه لن يغطي المبلغ المالي الذي كانوا سيكسبونه في الأيام الخمسة التي لم يعملوا فيها”. كما أن العمال الذين يقتربون من نهاية حياتهم العملية قد لا يرون حافزاً في الاستعداد للتكنولوجيات الجديدة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة …
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: العين الإخبارية