سولارابيك – نيويورك، الولايات المتحدة – 24 سبتمبر 2023: أكد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” فرانشيسكو لاكاميرا أن الصراعات حول العالم، تؤكد أهمية تسريع وتيرة الانتقال إلى “نظام طاقة لامركزي جديد” مبني على الطاقة المتجددة.
وقال لاكاميرا في مقابلة مع “الشرق” بنيويورك، أن “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تسعى لتوضيح ما يتعين القيام به، لكي نمضي في الاتجاه الصحيح، ونحقق التزامات اتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة”.
أهداف أجندة 2030
ولدى سؤاله هل الاعتقاد بأن قادة العالم يمكنهم تحقيق تلك الأهداف ولم يبقَ سوى 7 سنوات يعد أمراً واقعياً، أجاب: “أحياناً يسأل الصحافيون: هل أنت متفائل أم متشائم أم واقعي؟ الأمر الوحيد الذي أقوله هو أننا سننفذ ما يتعين علينا القيام به”.
ورداً على سؤال بشأن أهمية الدور الذي تلعبه المنتديات فيما يتعلق بإرشاد الدول والقيادات على مسار انتقالهم نحو الطاقة المتجددة، وتحقيق أهداف أجندة 2030، قال لاكاميرا: “ما تعلمناه هو أننا نعمل على تقديم منتجات معرفية وتيسير الاستثمار، وما إلى ذلك”.
واستدرك بالقول: “لكننا نرسل رسائل أيضاً لجذب الاهتمام وخلق الثقافة المطلوبة لكي نصل إلى الناس، ونرفع الوعي، وأن نقوم بذلك بلغة واضحة، لأنه في غياب الدعم الجماهيري لا يمكن لمتخذي القرار السياسي القيام بالكثير”.
وتابع: “وبالتالي تُعد مثل هذه الاجتماعات، ونشر هذه الرسائل، خطوات هامة لبناء الدعم المطلوب لتسريع الانتقال نحو الطاقة المتجددة، لأننا لا نسير بالسرعة المطلوبة كما قلت، نحن لا نسير بالسرعة المطلوبة”.
وأوضح أن “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة هي وكالة متعددة الأطراف. لدينا 170 عضواً، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي”.
تداعيات أزمة أوكرانيا
وفيما يتعلق برأيه في تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، والصراعات حول العالم على هذا التحول نحو الطاقة المتجددة، أكد أن “الحرب في أوكرانيا أوضحت أننا لا بد أن نسرع من وتيرة انتقالنا إلى نظام الطاقة اللامركزي الجديد المبني على الطاقة المتجددة”.
ومضى قائلاً: “هذا قد أصبح أمراً هاماً ولا بد من تحقيقه. وكذلك أدركت العديد من الدول أن الطريقة الوحيدة لتجنب استخدام الطاقة كسلاح تتطلب وجود نظام طاقة لا مركزي. وهذا أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إضافة المزيد من الطاقة المتجددة إلى شبكات الطاقة”.
وتابع: “هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك تساؤل عن كيفية تسريع الخطوات في هذا المسار. من وجهة نظرنا، لا بد أن نعمل على إنشاء البنية الملائمة لنظام الطاقة هذا”.
3 عقبات أساسية
وأوضح أن الوكالة تعمل على التغلب على 3 عوائق أساسية نراها اليوم “أحدها هو التحديات اللوجستية، نحتاج لشبكات توزيع كهرباء مترابطة ومرنة ومتوازنة، وإلى دعم توجهات جديدة وشبكة كهرباء مرتبطة بالبحر، وإعادة النظر في كل الترتيبات اللوجستية لضخ المزيد من الطاقة المتجددة في شبكة توزيع الكهرباء، ولا بد أن نطور البيئة القانونية أيضاً”.
وأردف: “ما زال الطلب على هذا غير كاف والسياسات التي تعمل على تصميم السوق ما زالت تنظر للماضي، وهناك محاولة لتثبيت السعر بناء على هامش التكلفة، وتلك الخطوات لن تنجح في إضافة المزيد من الطاقة المتجددة إلى شبكة الكهرباء”.
وزاد: “المجال الثالث هو القدرات المؤسسية وتدريب القوى العاملة الماهرة المطلوبة للتعامل مع الطاقة المتجددة”.
مرحلة انتقالية
ورداً على سؤال آخر بشأن توصيته للدول التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري وكيفية إدارة انتقالها إلى الطاقة المتجددة، أجاب: “توصيتي الأولى هي أن شركات النفط والغاز يمكنها أن تقوم بالكثير، فلديهم رأس المال، ولديهم المعرفة”.
وزاد: “بشكل طبيعي، لا مفر من إعادة ترتيب المنظومة. وبالتالي هذا الأمر سيحدث، وعليهم أن يستعدوا لهذا الواقع الجديد”.
وأضاف: “لو نظرنا إلى ما تقوم به دولة الإمارات التي تستثمر في 44 دولة عبر شركة مصدر و17 دولة أخرى، وهم يسعون إلى ترتيب هذه المنظومة الجديدة للطاقة، لذا يمكن لشركات النفط والغاز أن تستخدم الغاز في إنتاج الهيدروجين الأزرق في المرحلة الانتقالية”.
واختتم بالقول: “لكن الطاقة المتجددة ستأتي بلا شك، ولا بد أن نعلم أن هذا سيحدث في وقت ما وفي ظل غياب الطلب لا بد أن نستشرف المستقبل. هذا هو الهدف الأساسي”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-inلمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة..
نتمنى لكم نهارًا مشمسًا..
المصدر: الشرق