سولارابيك – باريس، فرنسا – 1 نوفمبر 2023: قال تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، إن “القنابل الكربونية” تهدد المناخ بشكل كبير، ما أثار مخاوف بشأن دور الشركات والبنوك والحكومات في إدامة هذه الأزمة.
وذكرت الصحيفة أن هذه القنابل، هي مواقع استخراج الوقود الأحفوري التي إذا تم استغلالها بالكامل، يمكن أن تطلق كميات هائلة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما يعرض للخطر الجهود التي تبذلها البشرية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
واستخدم الباحث الباحث الألماني كجيل كوهني مصطلح “القنبلة الكربونية”، مصنفاً هذه المواقع على أنها رواسب وقود أحفوري قادرة على انبعاث ما لا يقل عن جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO₂e) قبل استنفادها.
ومن بين 422 محطة تم تحديدها، هناك 294 محطة قيد التشغيل حاليًا ولديها القدرة على انبعاث كمية مذهلة تبلغ 880 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما أشار التقرير إلى أن هناك 128 محطة إضافية في مرحلة التخطيط، والتي يمكن أن تضيف 300 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.
وتوجد هذه القنابل الكربونية في كل قارة، ولكن يوجد تركيز كبير منها في ثلاث دول، حيث تبرز الصين بامتلاكها 141 قنبلة كربونية، وهو ما يشكل ثلث الإجمالي العالمي ويمثل 28% من الانبعاثات المحتملة في مختلف أنحاء العالم.
وتمثل روسيا، التي تمتلك 41 قنبلة كربونية، 10% من الانبعاثات المحتملة، فالولايات المتحدة، على الرغم من تعهداتها المتعلقة بسياسة المناخ، تحتفظ بـ 28 قنبلة كربونية و13% من الانبعاثات المحتملة، ما يسلط الضوء على الاستغلال المستمر لاحتياطيات الوقود الأحفوري غير التقليدية.
وتلعب الحكومات دورًا مركزيًا في تمكين صنع القنابل الكربونية من خلال إصدار تراخيص لاستخراج الوقود الأحفوري.
ولتسليط الضوء على اللاعبين الرئيسين المشاركين، أطلقت منظمتان فرنسيتان، “Eclaircie” و”Data For Good”، استطلاع “CarbonBombs.org”، لربط مواقع الاستخراج هذه بالجهات الصناعية والمالية.
يشار إلى أن شركة “TotalEnergies”، وهي شركة نفط فرنسية عملاقة، ترتبط بـ 22 موقع استخراج، ما يجعلها ثاني أكبر شركة مشاركة في القنابل الكربونية.
ووفق الصحيفة، حمل أكبر هذه المواقع، وهو حقل الشمال في قطر، إمكانات انبعاثات تصل إلى حوالي 12 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون.
ويلعب التمويل دورًا حاسمًا في هذه المشاريع، وفي عام 2022، تلقى مطورو القنابل الكربونية أكثر من 160 مليار دولار من التمويل من مصادر مختلفة، بما في ذلك البنوك العالمية المرموقة مثل: “BNP Paribas” و”Crédit Agricole”، و”Société Générale”، و”BPCE”.
وأوضحت “لوموند” أن “هذه المشاريع تزدهر بسبب المخاطر المالية الهائلة وتصور تلبية الطلب العالمي على الطاقة أثناء التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة”.
ومع ذلك، أكدت وكالة الطاقة الدولية في عام 2021 أن الاستثمارات الجديدة في المنشآت التي تعمل بالوقود الأحفوري ليست ضرورية لتلبية احتياجات العالم من الطاقة، موضحة أن العواقب المترتبة على هذه القنابل الكربونية عميقة.
وبمجرد استغلالها، يصبح لديها القدرة على استخراج الوقود الأحفوري لعقود من الزمن، ما يحبسنا في مستقبل مقيد بالكربون، ومن الأمثلة على ذلك مشروع الغاز الطبيعي المسال في موزامبيق، الذي تشارك فيه شركة توتال إنيرجيز، والذي يتمتع بالقدرة على إنتاج الغاز حتى القرن الثاني والعشرين.
وأكدت الصحيفة أنه “للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي وتأمين مستقبل مستدام، فإن معالجة قضية القنابل الكربونية يعد أمرا ضروريا، حيث يتطلب الأمر بذل جهود متضافرة لتحميل الحكومات والشركات والمؤسسات المالية المسؤولية عن أدوارها في إدامة أزمة المناخ العالمية هذه”.
تابعونا علىلينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن الطاقة المتجددة …
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: لوموند