الكاتبة فدوى سعيد البواردي
إن مشروع المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة هو جزء من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وتماشيا مع رؤية 2030، سوف يعمل المشروع على تحقيق عدة مستهدفات، منها زيادة حصة الطاقة المتجددة، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، والحفاظ على البيئة، وكذلك زيادة الفرص الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة. وبالتالي، تحقيق العوائد والتنمية الاقتصادية المستدامة في المملكة على المدى الطويل.
وسوف يدعم المشروع أيضا توجه المملكة إلى إنتاج الهيدروجين النظيف، وسوف يعزز الاستفادة المثلى من موارد الطاقة المتجددة في جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى دعم المشروع للمكانة الاستراتيجية الدولية للمملكة في تصدير الطاقة الكهربائية المنتجة من الطاقة المتجددة، بحيث انه وبحلول عام 2030، سوف تشكل مصادر الطاقة المتجددة نحو 50% من مزيج الطاقة.
والذي يميز هذا المشروع أيضاً، هو أنه الأول من نوعه عالمياً من حيث التغطية الجغرافية، لانه سيتم تركيب 1200 محطة لرصد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع مناطق المملكة، وهذه بالطبع مساحة شاسعة تقدر بأكثر من 850 الف كيلو متر مربع، مما سيميز المشروع على الصعيد الدولي.
والتساؤل هو… كيف يمكن استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي في المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة..؟
والإجابة هي.. أنه يتم استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي في المسح الجغرافي للمرافق بهدف الاستكشاف والتنقيب عن مناطق مناسبة لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، مما يُعد امكانية كبيرة لتحسين الكفاءة وتعزيز العوائد الاقتصادية، وأيضا تحقيق الأهداف التشغيلية بأعلى كفاءة ممكنة.
وتلعب البيانات دور هام، لأنه يتم جمع المعلومات عن تضاريس الأرض والمناخ والموارد الطبيعية، مثل كثافة الاشعاع الشمسي، وسرعة الرياح واتجاهها، والامطار والحرارة والرطوبة وغيرها من القياسات، مما يسهل من تخطيط مشروعات الطاقة المتجددة، وتقييم المواقع المختلفة وترتيبها من حيث مناسبتها لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة.
ومن خلال البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن كذلك تحديد المناطق التي تحتوي على طاقة متوفرة، ويمكن كذلك تحديد كميات الإنتاج المتوقعة من مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة الى تحليل نماذج الاستهلاك الطاقي وتوقع الطلب المستقبلي للطاقة المتجددة.
ويمكن أيضاً، عن طريق الذكاء الاصطناعي، تنظيم جدولة الصيانة والإصلاح لأنظمة الطاقة المتجددة بشكل أكثر كفاءة وفاعلية، بالإضافة الى تحديد مسارات نقل الطاقة من وإلى الموانئ والمرافق المختلفة. كما يمكن تحديد تكاليف ومخاطر مشروعات الطاقة المتجددة وتحديد أفضل الممارسات لتنفيذها، وبالتالي، اتخاذ قرارات استراتيجية لزيادة كفاءة الإنتاج والتوزيع لمشاريع الطاقة المتجددة.
وحسب ما تم التصريح به من قبل وزارة الطاقة، فإن دقة بيانات المشروع ورصدها وتحديثها بشكل مستمر، يجعل أراضي المشروعات قابلة للتمويل والتخصيص بشكل فوري، ويحد من مخاطر تنفيذ هذه المشروعات، ويعزز من جاذبيتها الاستثمارية، توافقا مع رؤية 2030.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: الكاتبة فدوى سعيد البواردي/ صحيفة مال