سولارابيك – الرباط، المغرب- 2 أغسطس 2024: يهدف مشروع Xlinks “إكسلينكس” الطموح إلى تزويد المملكة المتحدة، بالكهرباء الخضراء المغربية، وفتح حقبة جديدة من التعاون الدولي في مجال الطاقة. إن استكشاف خصوصيات وعموميات هذا المشروع الجريء من شأنه أن يعيد تشكيل مشهد الطاقة الأوروبي.
مصدر للطاقة الخضراء في قلب جنوب المغرب
ويرتكز مشروع إكسلينكس على استغلال الموارد الطبيعية الوفيرة للمغرب، لا سيما أشعة الشمس الاستثنائية والرياح القوية. وستكون محطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تقع بمنطقة كلميم واد نون، بقدرة 10,5 جيجاواط، واحدة من أكبر المحطات في العالم. وهو مصمم لإنتاج الكهرباء الخضراء بشكل مستمر، باستخدام مزيج من تقنيات الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح، مدعومًا بنظام تخزين البطارية بقدرة 20 جيجاواط في الساعة.
اتصال غير مسبوق تحت الماء
ولنقل هذه الكهرباء الخضراء إلى المملكة المتحدة، تخطط شركة Xlinks لبناء أربعة كابلات بحرية HVDC (تيار مباشر عالي الجهد) يبلغ طول كل منها 3800 كيلومتر. وستربط هذه الكابلات، التي تعبر المحيط الأطلسي والبحر السلتي، محطة الكهرباء المغربية بالساحل الجنوبي الغربي لإنجلترا. ستنقل هذه البنية التحتية ما يصل إلى 3.6 جيجاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد أكثر من 7 ملايين منزل بريطاني بالطاقة. وسيتم ربطها بالمملكة المتحدة، وبالتالي تلبية احتياجات الطاقة البريطانية مع التغلب على تحديات انقطاع الطاقات المتجددة.
“يعتمد نجاح Xlinks على البناء على نطاق واسع. سنبني 11.5 جيجاواط من الطاقة. بما في ذلك 7.5 جيجاواط من الطاقة الشمسية و4 جيجاواط من طاقة الرياح، مع 5 جيجاواط من سعة تخزين البطاريات، في منطقة تعادل حجم لندن الكبرى”.
جيلدهول، لندن، جيمس همفري. الرئيس التنفيذي لمشروع Xlinks.
التأثير البيئي والاقتصادي
يعد مشروع Xlinks بفوائد كبيرة على المستويين البيئي والاقتصادي. ومن خلال استبدال بعض الكهرباء التي تنتجها محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري. فإنها ستساهم بشكل كبير في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المملكة المتحدة. مما يساعد البلاد على تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ومن الناحية الاقتصادية، سيخلق المشروع آلاف فرص العمل في المغرب، سواء خلال مرحلة البناء أو أثناء التشغيل. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه سيعزز صناعة الطاقة المتجددة المحلية، مما يعزز دور المغرب كرائد إقليمي في التحول في مجال الطاقة.
القضايا الفنية والمالية والطموحات والتحديات
وسلط همفري الضوء على أهمية مشاريع مثل Xlinks في تحول الطاقة العالمي. وأوضح أن الكهرباء تمثل الحصة الأكبر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية وأن التوسع في الطاقة المتجددة على نطاق واسع يعد حلاً رئيسياً لهذا التحدي البيئي.
واكد على الدعم المالي المتزايد لشركة Xlinks، ولا سيما باستثمار 10.2 مليون دولار من شركة GE Vernova، بعد 14.1 مليون دولار قدمتها شركة Africa Corporation Finance. وتظهر هذه المساهمات ثقة المستثمرين في إمكانات المشروع.
وذكر الرئيس التنفيذي أيضًا العديد من العوامل المحفزة لهذا المشروع الطموح. وناقش الجمع بين الظروف المثالية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب مع ارتفاع الطلب على الكهرباء في المملكة المتحدة، موضحا كيف يمكن لصناعة الطاقة المتجددة أن تزدهر من خلال مشاريع الربط بهذا الحجم.
الاستثمارات والدعم
على الرغم من إمكاناته الهائلة، فإن مشروع Xlinks لا يخلو من التحديات. يمثل بناء الكابلات البحرية إنجازًا تقنيًا كبيرًا، يتطلب هندسة متطورة لضمان موثوقيتها ومتانتها عبر هذه المسافات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة المقدرة بعدة مليارات من الدولارات تثير مسألة التمويل، الأمر الذي يتطلب تعاون مختلف الجهات الفاعلة العامة والخاصة.
ويعتمد نجاح Xlinks أيضًا على التعاون الوثيق بين المغرب والمملكة المتحدة. يرمز هذا المشروع إلى شكل جديد من دبلوماسية الطاقة، حيث تتعاون البلدان لتجميع مواردها الطبيعية والتكنولوجية في خدمة التحول العالمي للطاقة. ويمكن أن يكون هذا التعاون بمثابة نموذج لمبادرات مماثلة أخرى في جميع أنحاء العالم.
يعد مشروع Xlinks أكثر من مجرد مبادرة للطاقة؛ إنه رمز لمستقبل التعاون الدولي في التحول الأخضر. من خلال ربط المغرب والمملكة المتحدة بجسر طاقة مبتكر، تمهد Xlinks الطريق لعصر جديد حيث تتجاوز الطاقة المتجددة الحدود والمحيطات. وإذا أمكن التغلب على التحديات التقنية والمالية، فمن الممكن أن يصبح هذا المشروع أحد ركائز استراتيجية الطاقة العالمية، مما يدفع العالم نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: 24 ساعة