سولارابيك – البصرة، العراق – 10 أكتوبر 2024: في خطوةٍ تعكسُ التوجهَ الحكومي نحو تبني مصادر الطاقة المستدامة، أبرمت الحكومة العراقية، عقوداً لِتَنفيذِ محطات ضخمة لِلطاقة الشمسية بِقُدرةٍ إجماليةٍ تصلُ إلى 1700 ميجاواط في مناطق كربلاء والمثنى والبصرة.
وأكد زياد علي فاضل، وزير الكهرباء العراقي، على ضرورةِ الاستثمار في الطاقات النظيفة، مشدّداً على المكانةِ المتميزةِ التي يتمتعُ بها العراقُ لما يزخرُ به من مواردَ طبيعيةٍ وفيرةٍ تُتيحُ له الريادةَ في هذا المجال.
جاء ذلك خلال كلمةٍ ألقاها في مؤتمرٍ رعاهُ لإطلاقِ المنصةِ الإلكترونيةِ لتأهيلِ الشركاتِ المتخصصةِ في منظوماتِ الطاقةِ الشمسية، بحضورٍ رسميٍّ مُكثّفٍ من مسؤولين حكوميين يمثلون عدة وزارات، وممثلين عن البنك المركزي العراقي، وأعضاء لجنة الطاقة النيابية.
وتهدفُ هذه المنصةُ، التي أطلقتها وزارة الكهرباء عبر بوابة “أور” الإلكترونية، إلى توفيرِ نافذةٍ شفافةٍ وفعّالةٍ لتسجيلِ وتأهيلِ الشركاتِ المتخصصةِ في تركيبِ منظوماتِ الطاقةِ الشمسية، مِمّا يُتيحُ للمواطنين شراءَ تلك المنظومات من شركاتٍ مرخصةٍ بِطُرقِ دفعٍ مُيسّرةٍ، إمّا نقداً أو عبر قروضٍ بدون فوائد من البنك المركزي العراقي، في مُبادرةٍ لِتَشجيعِ الاستثمار في الطاقة المتجددة وتحقيق الاستدامة البيئية.
وأشار الوزير إلى أن العراق، بِموقعهِ الجغرافي المُتميز، يَحظى بِإمكاناتٍ هائلةٍ في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مُؤكّداً أن هذه المصادر تُمثلُ فرصةً ذهبيةً لِتَنويعِ مصادرِ الدخل وخلقِ فرصِ عملٍ جديدة، بالإضافة إلى تعزيزِ أمنِ الطاقة وتقليلِ الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
وفي سياقٍ مُتصل، أوضح الوزير أن الحكومة العراقية قد أبرمت عقوداً لِتَنفيذِ محطاتٍ ضخمةٍ لِلطاقة الشمسية بِقُدرةٍ إجماليةٍ تصلُ إلى 1700 ميجاواط في مناطق كربلاء والمثنى والبصرة، بالتعاون مع شركاتٍ أجنبيةٍ وعراقيةٍ ذات خبرةٍ واسعةٍ في هذا المجال.
وأشاد فاضل بِمُبادرةِ البنك المركزي العراقي في دعمِ الطاقة المتجددة من خلال توفيرِ قروضٍ ماليةٍ بِفَوائد مُدَعّمة، مُثمّناً جهودَ لجنة المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات التي عَمِلَت على مدى سنواتٍ لِتَعزيزِ استخدامِ الطاقة النظيفة في العراق.
وعلى الرغم من امتلاكِ العراق لِثرواتٍ طبيعيةٍ هائلةٍ من النفط والغاز، إلا أن شبكة الكهرباء الوطنية لا تزالُ تُعاني من عجزٍ في تلبيةِ احتياجاتِ المواطنين والمؤسسات. وفي هذا الإطار، تَسعى وزارة الكهرباء، بحسب المتحدث باسمها، إلى مُعالجةِ هذه الأزمة عبر مَشاريعَ لِلطاقة المتجددة، مِنها محطاتٌ لِتَوليدِ الكهرباء من تدويرِ النفايات في أبو غريب والنهروان، كما تُجري دراساتٍ لإنشاءِ مَشاريعَ طاقة رياح في مُحافظة واسط، وتوقيعِ عقودٍ لِتطويرِ مَشاريعَ طاقة شمسية مع شركاتٍ دوليةٍ مِثل “مصدر” الإماراتية و”أكوا باور” السعودية.
ولكن الطريق نحو التحول إلى الطاقة النظيفة لا يخلو من التحديات، حيثُ يُواجهُ قطاعُ الطاقة في العراق مَشاكلَ تتعلقُ بالفساد والإدارة غير الفَعّالة، مِمّا يُعيقُ تحقيقَ الأهداف الطموحة في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، أشارت التقارير إلى أن مُبادرةَ البنك المركزي لِدَعمِ الطاقة المتجددة لم تُحقق النجاح المَأمول بِسببِ إجراءاتٍ مُعقّدةٍ وضَعفِ الترويج الإعلامي.
ويُؤكّدُ الخبراءُ أن التحول إلى الطاقة النظيفة يَتَطلّبُ وَقتاً طويلاً واستثماراتٍ كبيرة، وهو ما يَتَجلى في التقرير الإحصائي السنوي الصادر عن الوكالة الدولية لِلطاقة المتجددة (آيرينا)، الذي أظهر أن العراق قد احتل المرتبة السابعة عربياً من حيث القُدرة الاستيعابية لِتَوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بِنهاية عام 2023.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
المصدر: شفق نيوز