سولارابيك – برلين، ألمانيا – 12 أكتوبر 2024: تواجه ألمانيا تحديات جمة في مساعيها الطموحة لبناء سوق مزدهرة للهيدروجين، فقد تلقت ضربة موجعة بعد تراجع اثنتين من أهم الدول الموردة المحتملة عن مشاريعهما. ففي غضون أسابيع قليلة، أعلنت شركة “إكوينور” النرويجية العملاقة عن تجميد خططها لمد خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى ألمانيا، في حين قررت الدنمارك تأجيل مشروع مماثل حتى عام 2032.
هذه التطورات تُلقي بظلالها على جهود برلين الرامية إلى تعزيز سوق الهيدروجين مع نهاية العقد الحالي، خاصة وأنها تعوّل على الواردات لتلبية ما يقارب 70% من احتياجاتها المستقبلية. وتُعلق ألمانيا آمالاً عريضة على الهيدروجين كمحرك أساسي في مسيرة إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، وقد تعهدت باستثمار مليارات اليورو لإنشاء شبكة متكاملة من البنية التحتية، بما في ذلك محطات توليد الكهرباء التي تعتمد على الهيدروجين وقوداً نظيفاً.
لكن هذه الطموحات تصطدم بتحديات كبيرة، أبرزها التكاليف الباهظة، وهو ما دفع “إكوينور” للتراجع عن مشروعها، مشيرة إلى نقص العملاء والإمدادات، بالإضافة إلى غياب إطار تنظيمي واضح. وفي السياق ذاته، بررت شركة “إنرجينيت” الدنماركية، المسؤولة عن تشغيل نظام النقل، قرار التأجيل بالتعقيدات المتزايدة للمشروع وحاجة مطوري مشاريع الهيدروجين إلى مزيد من الوقت.
وعلى الرغم من قلق المسؤولين الألمان إزاء قرار النرويج، إلا أن وزارة الاقتصاد الألمانية قللت من تأثير التأجيل الدنماركي على أهداف إزالة الكربون، مؤكدة وجود بدائل متاحة لاستيراد الهيدروجين، وأنها ستعمل مع الجانب الدنماركي لتسريع تنفيذ المشروع.
غير أن هذه التطورات تُسلّط الضوء على صعوبة بناء سوق متكاملة للهيدروجين، في ظل غموض حول هوية العملاء المحتملين. وفي هذا الصدد، أوضح بريت أورلاندو، الخبير في بنك أوف أميركا، أن مشاريع خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا وأمريكا الشمالية لا تزال محدودة، وتواجه مخاطر كبيرة تُعيق تدفق الاستثمارات.
وأكدت شركة “يونيبر” الألمانية، التي تطمح إلى المشاركة في بناء جيل جديد من محطات الغاز القابلة للتحول للعمل بالهيدروجين، أن إلغاء مشروع خط الأنابيب النرويجي يعكس ندرة العملاء الكبار المستعدين للالتزام بشراء كميات كبيرة من الهيدروجين على المدى الطويل، مشيرة إلى أن المشروع كان سيساهم بشكل كبير في تسريع تطوير اقتصاد الهيدروجين.
وفي خطوة مقلقة، أعلنت “يونيبر” عن تأجيل استثمارات ضخمة في مشاريع الهيدروجين الأخضر وتقنيات صديقة للبيئة إلى ما بعد عام 2030، بسبب ضعف الطلب وعوامل أخرى. كما أثارت شركة “إي أون” الألمانية تساؤلات حول إمكانية تحقيق أهداف ألمانيا الطموحة في مجال الهيدروجين ضمن الإطار الزمني المحدد، في ظل غياب قرارات استثمارية نهائية.
ومع ذلك، تُبقي ألمانيا أبواب الحلول البديلة مفتوحة لتأمين إمدادات الهيدروجين، حيث تدرس النرويج خيار تحويل الغاز الطبيعي في هولندا إلى “الهيدروجين الأزرق” وضخه في الشبكة الألمانية. وأكد وزير الطاقة النرويجي أهمية مواصلة التعاون في مجال الهيدروجين بين البلدين، مشدداً على الدور المحوري الذي سيلعبه الهيدروجين في المستقبل.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
المصدر: الشرق