سولارابيك – داكار، السنغال – 6 أكتوبر 2024: في قلب القارة الأفريقية، حيث تُعاني مناطق واسعة من شح في مصادر الطاقة الكهربائية، برَزَت شركات الطاقة الشمسية كمنارات أملٍ تنير دروب التنمية وتُبشّر بمستقبلٍ واعد. فقد احتلت هذه الشركات، والتي يقود زمامها في الغالب روّاد أعمال أفارقة، مرتبة متقدمة بين أسرع الشركات نموًا في القارة السوداء، مُساهمةً في سدّ فجوة الطاقة التي يحياها ما يزيد عن 600 مليون نسمة ممن لا يزالون يعيشون في ظلام دامس.
ولطالما عانت العديد من الدول الأفريقية من تردّي البنى التحتية وتفاقم مشكلة تغير المناخ وما ينتج عنه من تذبذب في إمدادات الطاقة الكهربائية. إلا أن شركات الطاقة الشمسية قدّمت حلولًا مُبتكرة ومُستدامة لتلبية احتياجات السكان في المناطق المُهمّشة، حيث تُوفّر مجموعة واسعة من المنتجات التي تُلبّي مُختلف الاحتياجات، بدءًا من المصابيح الشمسية التي تُنير ليالي الأطفال وتُساعدهم على الدراسة، وصولًا إلى أنظمة الطاقة الشمسية المُتكاملة للمنازل والتي تُغذّي الأجهزة الكهربائية وحتى شاشات التلفزيون.
وتتراوح أسعار هذه المنتجات بين ما يقلّ عن 20 دولارًا للمصباح الشّمسي البسيط، وآلاف الدولارات لأنظمة الطاقة الشمسية المُتكاملة التي تُلبّي احتياجات المنازل ووسائل الترفيه. ويُعدّ هذا التنوع في الأسعار عاملًا مُهمًا في جعل الطاقة الشمسية في متناول شريحة واسعة من المُستهلكين في مُختلف فئاتهم الاجتماعية.
ووفقًا لتقارير البنك الدولي، تُسجّل مناطق وسط وغرب أفريقيا أدنى مُعدلات الكهرباء في العالم، حيث يعيش في غرب أفريقيا وحده ما يزيد عن 220 مليون شخص بدون كهرباء، بنسبة تغطية لا تتجاوز 8%. ويعتمد الكثيرون في هذه المناطق على مصادر الطاقة التقليدية مثل الكيروسين وغيره من المواد التي تُشكّل خطرًا على صحتهم وسلامتهم بسبب الأبخرة السامة وانبعاثات الكربون وخطر الحرائق.
وفي ضوء اتفاقية قمة الأمم المتحدة للمناخ الأخيرة بشأن مُضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2050، تُمثّل الطاقة الشمسية خيارًا مثاليًا للقارة الأفريقية، والتي رغم مُساهمتها المحدودة في انبعاثات الكربون العالمية، إلا أنها تتعرّض لآثار التغير المناخي بشكلٍ مُلفت. وتُعدّ الطاقة الشمسية وسيلة فعّالة ومُنخفضة التكلفة نسبيًا لتوفير الكهرباء في مُختلف المناطق الأفريقية.
وقد أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرٍ لها صدر مطلع هذا العام إلى أن الشركات الصغيرة والمُتوسطة التي تعمل في مجال الطاقة الشمسية تُحقّق تقدمًا مُلفتًا في توفير خدمات الطاقة للمنازل، مُشدّدةً على أهمية زيادة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي لتحقيق الهدف الطموح بتوفير الكهرباء لجميع المنازل والشركات في أفريقيا بحلول عام 2030.
ومن بين الشركات الرائدة في هذا المجال والتي احتلّت مرتبة مُتقدمة في تصنيف مجلة “فاينانشال تايمز” البريطانية لأسرع الشركات نموًا في أفريقيا، تبرز شركة “إيزي سولار” كمثالٍ ناجحٍ على ريادة الأعمال الأفريقية في قطاع الطاقة الشمسية. فهذه الشركة الوطنية التي تُقدّم خدماتها في سيراليون غرب أفريقيا، استطاعت منذ تأسيسها عام 2016 أن تُزوّد أكثر من مليون شخص بالطاقة الشمسية في هاتين البلدين اللتين يبلغ تعدادهما السكاني أكثر من 14 مليون نسمة. وقد امتدّت خدمات الشركة لتشمل عملاء متنوعين ومحلات تجارية في 16 مقاطعة في سيراليون وسبع مدن من أصل تسع في ليبريا.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
المصدر: بوابة روز اليوسف