سولارابيك – باكو، أذربيجان – 14 نوفمبر 2024: انطلقت أعمال مؤتمر الأطراف كوب 29 لكن يبدو أن كلمات الافتتاح التي ألقاها الأمين التنفيذي لتغير المناخ بالأمم المتحدة لم تحمل جديداً؛ فهي مليئة بالحديث عن الأمل والاستعجال، ولكن غالباً ما تظل الوعود أكبر من الأفعال. فهل سيكون مؤتمر كوب29 مختلفة فعلاً؟
هل تم تطبيق الإلتزامات السابقة؟
نذكر بعض الإلتزامات التي تم التركيز عليها في مؤتمرات الأطراف السابقة كوب، ولكنها وللأسف فشلت أو لم تطبق على أرض الواقع:
- التزامات مالية: تعهدت الدول المتقدمة في عام 2009 بتقديم 100 مليار دولار سنوياً لدعم الدول النامية في مواجهة التغير المناخي بحلول عام 2020، لكن بحلول ذلك العام لم يجمع سوى 83 ملياراً، وتم تأجيل تحقيق الهدف إلى 2025.
- أهداف تقليل الانبعاثات: سعت اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، ولكن المسار الحالي يشير إلى ارتفاع قد يصل إلى 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، مع التزام بعض المناطق فقط، كالاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، بما يتماشى مع الأهداف.
- صندوق الخسائر والأضرار: أُنشئ هذا الصندوق في كوب27، لكن لا يزال في إطار رمزي إلى حد كبير، حيث لم تُحدد المساهمات بوضوح، ولم يتم وضع إطار عمل فعّال لتحقيق الأثر المطلوب.
- أسواق الكربون والتعويضات: سعى “كتاب قواعد كاتوفيتشي” في كوب24 لإنشاء سوق كربون دولي، لكن ضعف الشفافية وتجزؤ الأسواق أعاق التقدم.
تكرار الأخطاء
تكررت العديد من العبارات مثل “إتمام المادة السادسة” و”تحديد أهداف تمويلية جديدة” خلال المؤتمرات السابقة ولكن هذه العبارات لم تعد تطمئن المجتمعات المتضررة من المناخ، ما يعكس الفجوة بين الخطابات والأفعال.
كما أصبحت نقاشات التمويل المناخي تدور حول مفهوم “المسؤولية المشتركة” بدلاً من كونه مجرد “مساعدة”. فكرة إنشاء منصة تداول كربون عالمية قد تضمن تمويلاً مستداماً، لكنها تتطلب تعاوناً غير مسبوق.
تحتاج أهداف التكيف كذلك إلى تمويل فعلي لحماية المجتمعات وهذا للأسف ما يحدث، فبدونه تبقى مجرد طموحات لا تؤمن إمدادات الغذاء ولا تبني دفاعات ضرورية.
غياب قادة بارزين وعدم حضور بعض الدول المتضررة من المناخ في كوب 29 يشير إلى تراجع الثقة في العملية. لذا تتوجه بعض الدول إلى المحاكم الدولية للمطالبة بالعدالة المناخية.
وأخيراً فإن الخطابات المؤثرة لن تحل أزمة المناخ بمفردها. يجب على كوب 29 تقديم التزامات واضحة وقابلة للتنفيذ، حتى لا يصبح مجرد قمة أخرى تحمل وعوداً غير محققة. لتحقيق التغيير الفعلي، يجب أن يكسر كوب 29 دورة الوعود غير الملبّاة ويثبت جديته وفعاليته.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!