سولارابيك – باكو، أذربيجان – 14 نوفمبر 2024: يُبرز مؤتمر الأطراف كوب 29 المنعقدة في باكو، أذربيجان، التباين العالمي في التعامل مع أزمة المناخ. فالارتفاع الكبير في أسعار الطعام بالمؤتمر يعكس التحديات المالية التي تواجه المشاركين من دول الجنوب العالمي، لا سيما من أفريقيا. هذه التكاليف المرتفعة تشكل عقبات أمام المشاركة العادلة والشاملة، مما يقوض جوهر الشمولية التي يُفترض أن تميز هذه القمم.
العوائق المالية أمام دول الجنوب العالمي
ارتفاع تكاليف الغذاء، والإقامة، والسفر في كوب 29 يبرز التفاوت بين حاجة العالم إلى تحرك عاجل تجاه المناخ وصعوبة وصول الفئات الأكثر تأثرًا إلى منصات صنع القرار. تعاني العديد من الدول الأفريقية بالفعل من ضغوط اقتصادية زادها تغير المناخ سوءًا، ما يجعل المشاركة صعبة في ظل الميزانيات المحدودة واعتمادها على الدعم الخارجي. هذا العبء المالي يطرح تساؤلات جوهرية حول عدالة اتخاذ القرار عندما يجد الأكثر ضعفًا أنفسهم خارج دائرة التأثير.
كما تعاني أفريقيا بشكل غير متناسب من آثار التغير المناخي، رغم أنها من أقل المناطق مساهمة في الانبعاثات العالمية. ومع تكبد ممثلي القارة الأفريقية لتكاليف عالية في مشاركتهم في كوب 29، تبرز قضية أعمق تتعلق بمدى قدرة المؤتمر على تقديم قرارات عادلة للمنطقة. فالوعود المالية السابقة من الدول المتقدمة غالبًا ما لم تتحقق، مما يترك الدول الأفريقية دون الموارد الضرورية لمواجهة تحديات المناخ.
هل يحقق مؤتمر كوب 29 العدالة لأفريقيا؟
الهدف الأساسي لانعقاد مؤتمر الأطراف كوب 29 هو تعزيز التعاون العالمي في العمل المناخي من خلال التركيز على التخفيف، والتكيف، وتمويل المناخ. ويتوقف نجاح المفاوضات على شمولية الأصوات القادمة من الجنوب العالمي. إذ تحتاج الدول الأفريقية إلى مزيد من التمويل المناخي، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
ولجعل هذا المؤتمر نقطة تحول، يجب أن تعكس القرارات جوهر أزمة المناخ وقيم الإنصاف والعدالة. تحتاج الدول الأفريقية إلى تحقيق تقدم حقيقي فيما يخص التمويل المناخي، بما في ذلك الالتزام بتقديم مبلغ 100 مليار دولار سنويًا، وزيادة الدعم لمشاريع التكيف وتعويض الخسائر والأضرار. وعلى المؤتمر أن يساند المشاريع الهادفة للتكيف وأن يعالج التحديات الفريدة التي تواجهها الدول الأفريقية، من الطقس القاسي إلى انعدام الأمن الغذائي.
وأخيراً، تعكس التكاليف المرتفعة في كوب 29 أوجه عدم المساواة الأكبر في المفاوضات المناخية. ولكي يكون المؤتمر شاملًا وفعالًا، يجب معالجة هذه التفاوتات أيضاً. فالقرارات التي ستُتخذ فيه قد تُشكل مستقبل كوكبنا، ما يتطلب تلبية احتياجات الجنوب العالمي وتضخيم أصواته. العالم لا يحتمل فرصة ضائعة أخرى لتحقيق قرارات عادلة، منصفة، وتحمل تغييرات جذرية.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Blue & Green