سولارابيك، لندن، بريطانيا–15 ديسمبر 2024: يشهد العالم تحولاً كبيراً نحو مصادر الطاقة المتجددة، وفي خطوة جريئة نحو هذا المستقبل، يتم طرح مشروع طموح لربط شبكات الكهرباء الأوروبية والأمريكية الشمالية عبر كابل طاقة عابر للأطلسي.يمثل هذا المشروع الذي يهدف إلى تسهيل تبادل الطاقة النظيفة بين القارتين نقلة نوعية في مجال الطاقة العالمية.
ووفقًا لدراسة جديدة أجراها مركز أبحاث الطاقة البريطاني “إمبر”، فإن هذا الكابل العملاق سيسهم بشكل كبير في تعزيز الانتقال إلى اقتصاد قائم على الطاقة المتجددة. فبفضل اختلاف أوقات الذروة في الطلب على الطاقة بين القارتين، يمكن الاستفادة من الطاقة المتولدة من مصادر متجددة مثل الرياح والشمس بشكل أكثر فعالية.
ومن الجدير بالذكر أن شبكتيْ أمريكا الشمالية وأوروبا تعدان من أكبر شبكات الطاقة في العالم، لذا فإن إمكانات الربط كبيرة فعلى سبيل المثال تخطط ألمانيا وحدها لتوصيل 374 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
تؤكد الدراسة أن هذا الربط لن يقتصر على نقل الطاقة في اتجاه واحد، وإنما سيشكل شبكة متكاملة بين أكبر شبكتين للطاقة في العالم. وسيعزز هذا التكامل من كفاءة أسواق الطاقة، ويقلل من التقلبات في الأسعار، ويضمن إمدادات طاقة أكثر موثوقية.
اتجاهات مسبقة تدعم قيمة وحاجة الربط عبر المحيط الأطلسي
ووفقاً للورقة البحثية، ففي المستقبل، ستكون شبكات الطاقة على جانبي المحيط الأطلسي خالية من الكربون في الغالب. رسمت معظم الدول شمال غرب أوروبا وولايات شمال شرق الولايات المتحدة وكندا الشرقية سيناريوهات. والتزمت بالوصول إلى انبعاثات كربونية منخفضة تقريبًا في غضون 20 عامًا. بالإضافة إلى ذلك سيرتفع الطلب على الكهرباء بشكل كبير في العشر سنين أو العشري القادمة بسبب كهربة النقل والتدفئة والصناعة، وكذلك زيادة الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات وتكييف الهواء.
الفوائد المتوقعة
- تعزيز الاستدامة إذ يساهم المشروع بشكل كبير في تحقيق أهداف مكافحة تغير المناخ والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
- زيادة كفاءة الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها من خلال توزيع الطاقة بشكل أفضل بين القارتين وتقليل الضياعات.
- تعزيز أمن الطاقة لأن الكابل العابر للأطلسي سيقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية ويضمن إمدادات طاقة أكثر استقرارًا.
- تحفيز الاستثمارات فمن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى جذب استثمارات ضخمة في قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
التحديات والآفاق المستقبلية
على الرغم من الفوائد الكبيرة المتوقعة، يواجه هذا المشروع تحديات هندسية ومالية كبيرة. يتطلب بناء كابل كهربائي عبر المحيط الأطلسي تقنيات متطورة واستثمارات ضخمة. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تضافر الجهود بين الحكومات والشركات لتذليل العقبات القانونية والتجارية.
ولكن يمكننا القول إن مشروع كابل الطاقة عبر الأطلسي يمثل خطوة جريئة نحو مستقبل طاقة مستدام. وإذ تم تنفيذه بنجاح، فإنه سيسهم في تغيير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة العالمي وسيؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد والمجتمعات في كلا القارتين.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering