سولارابيك، المملكة المتحدة–11 يناير 2025: شهدت المملكة المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية أزمة طاقة حادة، إذ اقتربت البلاد من حدوث انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي؛ بسبب الطلب المتزايد على الطاقة في ظل انخفاض درجات الحرارة. فيما حذر خبراء الطاقة من أن البلاد قد تواجه تحديات كبيرة في تأمين إمدادات الطاقة المستقرة خلال فصل الشتاء القارس.
الأسباب الكامنة وراء أزمة الطاقة
أرجع الخبراء الأسباب الرئيسية لأزمة الطاقة هذه إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها الطلب المتزايد على الطاقة لتدفئة المنازل في فصل الشتاء، بالإضافة إلى نقص إمدادات الغاز الطبيعي الذي يمثل مصدراً رئيسياً لتوليد الكهرباء فضلاً عن الطقس الغائم لفترة طويلة والذي أدى إلى طاقة شمسية أقل. ومن الجدير بالذكر أن الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتي تتأثر بشكل كبير بأحوال الطقس، قد ساهم في تفاقم هذه الأزمة. كما أن الحرب في أوكرانيا والتوترات الجيوسياسية العالمية قد أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتقلبها.
تداعيات محتملة وإجراءات احترازية
في حال حدوث انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي، فإن ذلك سيؤدي إلى تعطيل العديد من الخدمات الأساسية، مثل النقل والمواصلات، والاتصالات، والصحة، مما قد يشكل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين وسبل عيشهم. وفي هذا السياق، اتخذت الحكومة البريطانية هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني “NESO” الكهرباء الوطنية مجموعة من الإجراءات الاحترازية للحد من آثار هذه الأزمة، بما في ذلك تشجيع المواطنين على ترشيد استهلاك الطاقة، والعمل على زيادة إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، والتعاقد مع موردين جدد للغاز الطبيعي.
آراء الخبراء وتوقعات المستقبل
أعرب الخبراء عن قلقهم إزاء استمرار هذه الأزمة، وحذروا من أن التغيرات المناخية المتسارعة قد تزيد من حدة هذه المشكلة في المستقبل. وفي حين أن الحكومة البريطانية تبذل جهوداً كبيرة للتعامل مع هذه الأزمة، إلا أن الخبراء يرون أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر جذرية على المدى الطويل، مثل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة النظيفة، وتحسين كفاءة الطاقة في المباني، وتطوير شبكات الكهرباء الذكية.
يُذكر أن هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني “نيسو” قد طلبت من أصحاب المحطات توليد كهرباء إضافية مساء 8 يناير عندما انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
ووفقاً لنيسو فإن هناك حاجة إلى 1700 ميجاواط إضافية من الطاقة أي ما يعادل إنتاج ثلاث محطات طاقة تعمل بالغاز، لتوليد ما يكفي من الكهرباء لتشغيل المنازل في جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز ضمن هوامش الأمان الطبيعية.
وعلى الرغم من حرص “نيسو” على الإشارة إلى أن هذا لا يشير إلى أن انقطاع التيار الكهربائي وشيك أو أنه لا يوجد ما يكفي من الطاقة المولدة لتلبية الطلب الحالي إلا أن مستشارة الطاقة المستقلة كاثرين بورتر قالت:” “لقد اقترب سوق الطاقة في بريطانيا العظمى من الانقطاعات. لقد استهلكت شركة نيسو كل ميغاواط متاح تقريبًا. كما يجب أن هذا بمثابة جرس إنذار حقيقي بشأن مخاطر الاعتماد على توليد الطاقة على أساس الطقس”.
يمكننا القول: إن أزمة الطاقة الحالية في بريطانيا تشكل تحدياً كبيراً للبلاد، وتستدعي تضافر الجهود من قبل الحكومة والمواطنين والقطاع الخاص للتعامل معها بفعالية. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التطورات في هذا الملف، حيث تسعى الحكومة البريطانية إلى تأمين إمدادات الطاقة المستقرة والموثوقة لمواطنيها.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: independent