سولارابيك- ميونيخ، ألمانيا- 15 فبراير 2025: حذرت شركات الكهرباء الأوروبية من أن الارتفاع الكبير في تكاليف الطاقة الناتج عن ارتفاع أسعار الغاز في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى الحوادث الأخيرة المتعلقة بالتخريب المشتبه به لخطوط الكهرباء تحت البحر، قد أكدت على الحاجة الملحة لإعادة مراجعة إستراتيجية أمن الطاقة الأوروبية التي تم وضعها قبل عقد من الزمن، وذلك تزامنًا مع مؤتمر ميونيخ للأمن.
وصرح ليونهارد بيرنباوم، رئيس رابطة يور إلكتريك “Eurelectric”: “في ظل التهديدات المتزايدة التي يواجهها قطاع الطاقة، أصبح أمن الإمدادات أولوية قصوى يتعين على صناع السياسات والجهات التنظيمية التعامل معها بجدية”. جاءت تصريحات بيرنباوم خلال تقديمه لدراسة أعدتها شركة الاستشارات كومباس ليكسيكون في بافاريا، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي جمع زعماء العالم لمناقشة التحديات الأمنية العالمية، بما في ذلك الحرب التجارية الناشئة والجهود الأمريكية لإدارة المفاوضات مع روسيا لإنهاء غزوها لأوكرانيا.
وأشار بيرنباوم إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها قطاع الكهرباء في المؤتمر السنوي، حيث كانت المناقشات السابقة حول الطاقة تركز بشكل رئيسي على النفط والغاز. وأضاف: “هدفنا هو زيادة الوعي بأن الكهرباء ستكون الناقل الأساسي للطاقة في المستقبل”.
واعترف بيرنباوم، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الألمانية إي. أون، بأن المناقشات السياسية حول الحرب في أوكرانيا كانت “أكثر أهمية بكثير”، واصفًا مشاركة قطاع الكهرباء بأنها “مجرد عرض جانبي صغير في المشهد الجيوسياسي الكبير”. ومع ذلك، أكد على أهمية وجود قطاع الكهرباء في المؤتمر، قائلًا: “بمجرد وجودنا هنا وإطلاق التقرير في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن، نكون قادرين على لفت الانتباه إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات”.
وركزت دراسة Eurelectric على التهديدات الهجينة التي تواجه قطاع الطاقة، بما في ذلك الهجمات المادية (مثل العمليات العسكرية والتخريب) والهجمات الإلكترونية. كما شددت على ضرورة تعزيز شبكات الكهرباء وزيادة مرونة الطلب، خاصة مع زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة مثل الرياح والطاقة الشمسية.
وحذر بيرنباوم من أن التهديدات الإلكترونية تشكل خطرًا أكثر إلحاحًا على أوروبا مقارنة بالتهديدات المادية، معربًا عن أمله في أن تستمر هذه الحالة لفترة طويلة.
يأتي هذا في وقت يعتمد فيه الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على طاقة الرياح والطاقة الشمسية كجزء من استراتيجيته لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وقد تم رفع أهداف نشر الطاقة المتجددة بشكل عاجل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتسلح روسيا بإمدادات الغاز.
وفي هذا الصدد، تعمل المفوضية الأوروبية على خطة لإنهاء جميع واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027. ومع ذلك، لم يتم تضمين استراتيجية أمن الطاقة الجديدة في برنامج العمل لعام 2025 الذي نشرته المفوضية هذا الأسبوع.
وأشار متحدث باسم المفوضية الأوروبية إلى أن الرئيسة أورسولا فون دير لاين قد تناولت قضية أمن الطاقة في رسالتها إلى المفوض الجديد للطاقة في الاتحاد الأوروبي، دان يورغنسن، الذي تم تكليفه بتكييف الإطار الأمني الحالي مع “السياق الجيوسياسي المتغير وكهربة نظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي”، مع التركيز على المخاطر الناشئة مثل تغير المناخ والهجمات الإلكترونية وحماية البنية التحتية الحيوية.
كما أشار تقرير Eurelectric إلى قضية إمدادات المواد الخام، التي تم الاعتراف بها بالفعل في قانون المواد الخام الحرجة الذي تم تبنيه العام الماضي. وأضاف التقرير أن التوترات التجارية المتزايدة تعزز الحاجة إلى ضمان سلاسل توريد المواد الأساسية للتحول في مجال الطاقة، خاصة الليثيوم المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية.
وفي سياق متصل، تم رفع أهداف الطاقة المتجددة في خطة الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات الناتجة عن الحرب، مع الدعوة إلى مضاعفة طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2030. ومع ذلك، حذرت جمعية صناعة الرياح الأوروبية من أن العديد من الحكومات الأوروبية لا تزال بطيئة في منح تراخيص التخطيط لمزارع الرياح الجديدة، وهو ما يعيق نشر الطاقة المتجددة.
من جهته، أكد جايلز ديكسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة الضغط التابعة للجمعية، أهمية تسريع الإجراءات الحكومية، مشيرًا إلى تجربة ألمانيا التي سمحت بزيادة كبيرة في مشاريع طاقة الرياح بعد إدخال تعديلات بسيطة على القوانين.
وأخيرًا، أكد بيرنباوم أن الحاجة الملحة لتعزيز الطاقة المنتجة محليًا لا تعني العودة إلى استخدام الفحم، رغم أنه الوقود الأحفوري الوحيد المتوفر بكثرة في الاتحاد الأوروبي. وقال: “لن يحدث هذا ببساطة، فالاتجاه نحو الاقتصاد والابتكار واضح. ومع ذلك، طالما أننا نمتلك هذه الموارد، فإنها توفر مرونة مؤقتة، لكننا سنحتاج في النهاية إلى تحقيق هذه المرونة دون الاعتماد عليها”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Euro News