سولارابيك، أستراليا- 27 مارس 2025: أوقفت شركة ترافيجورا ” Trafigura”، عملاق تجارة السلع ومقرها جنيف، بشكل نهائي مشروعها الطموح لإنشاء منشأة هيدروجين أخضر بقيمة 750 مليون دولار أسترالي (471.2 مليون دولار أمريكي) في مدينة بورت بيري بجنوب أستراليا. يأتي هذا القرار، الذي يمثل صفعة قوية لطموحات أستراليا المتعثرة في قطاع الطاقة النظيفة، بعد اكتمال دراسة جدوى للمشروع بتكلفة 5 ملايين دولار أسترالي في عام 2023. ووفقاً لتصريحات متحدث باسم الشركة أن قرار عدم المضي قدمًا في عملية البناء قد اتُخذ عقب الانتهاء من نتائج تلك الدراسة، على الرغم من التزامات تمويلية سابقة بلغت 2.5 مليون دولار أسترالي لكل من الشركة وحكومة الولاية لدعم مرحلة تصميم المشروع.
دراسة الجدوى وتحديات السوق تنهي حلم الأمونيا الخضراء
طُرح المشروع لأول مرة عام 2021، وكان يتصور إنشاء مركز هيدروجين أخضر متكامل باستطاعة 440 ميجاواط، يبدأ بمرحلة أولية تتضمن جهاز تحليل كهربائي باستطاعة 85 ميجاواط، ويرتبط بشكل وثيق بشركة “نيرستار” التابعة لترافيجورا والعاملة في قطاع المعادن. استهدف المشروع بشكل أساسي إنتاج الأمونيا الخضراء الموجهة لأسواق التصدير، وهو ما كان سيجعل من بورت بيري عقدة رئيسية محتملة في خريطة أستراليا لتصدير الطاقة النظيفة. تلاشت هذه الخطة بهدوء ودون إعلان رسمي بعد تعثر المشروع في مرحلة الهندسة والتصميم الأولية (FEED)، وفشله لاحقًا في الحصول على مكان ضمن استراتيجية الهيدروجين المحدثة لحكومة ولاية جنوب أستراليا بقيادة رئيس الوزراء الحالي بيتر ماليناوسكاس، الذي صرح مشيراً إلى تحدي غياب الطلب الذي يواجه الصناعة: “لا جدوى من إنتاج الهيدروجين إذا لم يكن هناك عميل له”. وظل الأمر طي الكتمان حتى كشفت وكالات تفاصيل الإلغاء هذا الأسبوع.
الاعتماد على الدعم الحكومي وغياب العملاء: إخفاقات متتالية تهز القطاع
يُعد إلغاء مشروع ترافيجورا في بورت بيري الحلقة الأحدث ضمن سلسلة مقلقة من إخفاقات مشاريع الهيدروجين الأخضر في أستراليا. سبقه مؤخراً انسحاب شركة “إيواتاني كوربوريشن” اليابانية من مشروع CQ-H2 الضخم في كوينزلاند (باستطاعة 2.88 جيجاوات) بعد سحب حكومة الولاية لدعمها. كما شهدت ولاية جنوب أستراليا نفسها إعادة تخصيص مبلغ 600 مليون دولار أسترالي (374 مليون دولار أمريكي) كانت مرصودة لمبادرة هيدروجين في وايالا، لتذهب بدلاً من ذلك لتحديث مصانع الصلب المحلية. يربط ديفيد جرين، المؤسس المشارك لـ “كلايمت إمباكت كوربوريشن”، هذه الإخفاقات بما وصفه بـ”الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي بدلاً من إعطاء الأولوية لتحسين التكاليف”، خاصة في ظل عدم اليقين الذي يكتنف الطلب المستقبلي وعدم نضج البنية التحتية اللازمة. يتناقض هذا الواقع المرير مع الدعم الحماسي الذي قدمه رئيس الوزراء السابق ستيفن مارشال لخطط ترافيجورا عام 2021، والذي روج للمشروع كركيزة لرؤية تحويل الولاية إلى “مُصدر للطاقة المتجددة بنسبة 500%” بحلول 2050، وهو الحلم الذي يبدو أنه قد تلاشى الآن. ورغم هذا الانسحاب، تواصل ترافيجورا استكشاف فرص استثمارية في الطاقة البديلة والمتجددة عبر صندوق داخلي أطلقته عام 2019، لكن مستقبل هذه الاستثمارات في ظل المراجعة الجذرية التي يشهدها القطاع يبقى محل تساؤل.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: energy news
image credit: canva