سولارابيك- القاهرة، مصر- 9 مارس 2025: تواجه مدينة الإسكندرية القديمة، التي أسسها الإسكندر الأكبر وكانت موطنًا لعجائب العالم القديم مثل مكتبة الإسكندرية ومنارة الإسكندرية، تهديدًا بالغرق، نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر، بسبب تغير المناخ.
وأظهرت دراسة حديثة – أوردتها صحيفة “ديلي ميل“- زيادة كبيرة في انهيارات المباني، حيث ارتفع معدل الانهيارات من واحد سنويًا إلى 40 سنويًا في العقد الماضي.
انهيار مئات المباني
ويؤدي الزحف السريع للمياه المالحة إلى أساسات المدينة إلى انهيار مئات المباني. أكدت سارة فؤاد، المؤلفة الرئيسية للدراسة التي أجرتها جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، أن ارتفاع مستوى سطح البحر وتكثيف العواصف بسبب تغير المناخ يقوضان ما استغرق آلاف السنين من الهندسة البشرية لتحقيقه.
ومن المتوقع أن يصل مستوى سطح البحر العالمي إلى ارتفاع مذهل يبلغ 6.2 قدم (1.9 متر) بحلول عام 2100، مما يهدد المدن الساحلية التاريخية مثل الإسكندرية. وتؤكد الدراسة أن تأثير المياه المالحة يتسبب في انهيار المباني من الأسفل إلى الأعلى، حيث يتآكل الأساس وتضعف التربة.
ووفق الدراسة، يقترح الباحثون حلولًا ممكنة مثل بناء الكثبان الرملية على طول الساحل أو رفع المباني أو نقل الناس إلى مناطق أقل عرضة للخطر. الحفاظ على المدن التاريخية مثل الإسكندرية ليس فقط لإنقاذ المباني بل للحفاظ على التراث الثقافي والهوية الإنسانية المشتركة.
تأسست الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر وكانت أكبر مدينة على وجه الأرض في ذلك الوقت. موقعها الساحلي جعلها مركزًا للتجارة والشحن بين الشرق الأوسط وأوروبا، مما أكسبها لقب “عروس البحر الأبيض المتوسط”. ومع ذلك، فإن القرب من البحر الذي جعلها مزدهرة في السابق يهدد الآن بتدميرها مع ارتفاع مستوى سطح البحر.
ارتفاع متوسط درجة حرارة المحيط وتوسع المياه مع زيادة الحرارة يؤديان إلى ارتفاع مستوى سطح البحر. وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار يتراوح بين 20 و23 سنتيمترًا منذ عام 1880، و10 سنتيمترات من هذا الارتفاع حدث منذ عام 1993 وحده. دراسة حديثة أجرتها جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة توقعت أن يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 6.2 قدم (1.9 متر) بحلول عام 2100 إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.
أخذ الباحثون عينات من التربة حول الإسكندرية لدراسة “البصمة الكيميائية” المرتبطة بتسرب المياه المالحة. كشف تحليل النظائر أن المباني تنهار من الأسفل إلى الأعلى، حيث يؤدي تسرب مياه البحر إلى تآكل الأساسات وإضعاف التربة، حتى في المناطق التي تبعد كيلومترين عن الساحل. ونتيجة لذلك، شهدت المدينة انهيار مئات المباني الواقعة على مسافة كيلومتر واحد من الساحل.
الإسكندرية ليست وحدها
تشير الدراسة إلى أن المشاكل التي تواجه الإسكندرية ليست فريدة من نوعها، بل يمكن أن تؤثر على المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم. دراسة حديثة أجرتها وكالة ناسا أظهرت أن أجزاء من كاليفورنيا، بما في ذلك سان فرانسيسكو، تغرق في المحيط بسرعة أكبر من ارتفاع مستوى سطح البحر نفسه.
يتطلب الحفاظ على المدن التاريخية مثل الإسكندرية جهودًا للحفاظ على التراث الثقافي والهوية الإنسانية المشتركة في مواجهة تغير المناخ.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Daily Mail