سولارابيك، تونس- 30 مارس 2025: حوّل المهندس التونسي ياسين الخليفي، عبر شركته الناشئة “بيوهيت” (Bioheat)، مخلّفات الزيتون المتكدسة في بلاده إلى مصدر طاقة نظيفة وقيّمة، مقدماً حلاً مبتكراً لمشكلة بيئية واقتصادية مزدوجة في بلد يعتمد بشكل كبير على استيراد الوقود. تنبع فكرة الخليفي، الذي نشأ في عائلة زراعية، من ملاحظته لإمكانات بقايا عصر الزيتون كوقود طويل الأمد، مما دفعه لتأسيس شركته عام 2022 بعد رحلة بحث وتطوير استمرت أربع سنوات منذ 2018، تكللت بابتكار آلة خاصة لم يجد مثيلاً لها في أوروبا. تعالج هذه الآلة عجينة مخلفات الزيتون السميكة، وتضغطها في قوالب أسطوانية تُعرف بـ “البريكيت”، ثم تُجفف تحت الشمس وفي دفيئات لمدة شهر لتصل نسبة الرطوبة فيها إلى 8% فقط، وهي نسبة تقلل الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ مقارنة بحطب الوقود التقليدي الذي يتطلب تجفيفاً أطول ويحتفظ برطوبة مضاعفة.
سوق واعدة وفوائد اقتصادية وبيئية ملموسة
وجدت “بيوهيت” سوقاً لمنتجها محلياً في المطاعم ودور الضيافة والمدارس بالمناطق الأقل نمواً، حيث تساهم في توفير التدفئة والطهي بكفاءة، مؤكداً سليم الساحلي، صاحب دار ضيافة، أنها “بديل صديق للبيئة وفعال الكلفة” خفّض فاتورة التدفئة لديه بمقدار الثلث. وقد أشاد محمد حرار، صاحب محل بيتزا، بفعالية القوالب في تقليل الدخان المزعج للجيران وإضفاء نكهة مميزة مرتبطة بـ”روح الزيتون التونسي”. توظف الشركة حالياً 10 أشخاص وتستهدف إنتاج 600 طن من القوالب في عام 2025، يذهب 60% منها للتصدير إلى أسواق واعدة في فرنسا وكندا. يرى الخبير الزراعي نور الدين نصر أن استغلال قرابة 600 ألف طن من مخلفات الزيتون سنوياً في تونس يمكنه “حماية البيئة وخلق وظائف وتوليد الثروة”، والمساهمة في تقليل الاعتماد على الوقود المستورد.
مواجهة تحديات التمويل واعتماد الطاقة النظيفة
يأتي هذا الابتكار في وقت حيوي لتونس، التي تُقدر بأن تكون ثالث أكبر منتج لزيت الزيتون عالمياً (340 ألف طن متوقعة لموسم 2024-2025)، لكنها تستورد أكثر من 60% من احتياجاتها للطاقة، وفقاً لتقرير البنك الدولي 2023، مما يفاقم العجز التجاري ويضغط على دعم الوقود ويؤدي لنقص متكرر خاصة في الشتاء. اعترف الخليفي بأن “العقبة الأكبر كانت التمويل”، واصفاً رحلة الحصول عليه كـ”السير على طريق مليء بالحفر” بسبب شروط الإقراض المصرفي. رغم ذلك، يطمح الخليفي الآن لترك بصمة كـ”لاعب رئيسي في انتقال تونس للطاقة النظيفة”، وربما المساهمة في هذا الانتقال على مستوى العالم.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: arab news
image source: arab news (AFP)