سولارابيك، كردستان العراق- 15 أبريل 2025: أعلنت مؤسسة روانگە التي تتخذ من أربيل مقراً لها، عن إطلاق المشروع الرائد لقرية كولاك الشمسية. تُعد هذه القرية، المقرر أن تصبح الأولى من نوعها في البلاد، مجتمعاً مستداماً بالكامل يعتمد على الطاقة الشمسية ويعمل بشكل مستقل تماماً عن شبكة الكهرباء الوطنية. تأتي هذه المبادرة النوعية استجابة للتحديات المناخية وتحديات الطاقة المتفاقمة التي يواجهها إقليم كردستان والعراق، والذي يعاني من ارتفاع درجات الحرارة فوق 50 درجة مئوية وتسارع وتيرة التصحر.
طاقة متجددة وزراعة تجديدية لتمكين المجتمعات
صُممت قرية كولاك الشمسية لتعمل كلياً بالطاقة المتجددة، موفرةً إمدادات كهرباء شمسية على مدار الساعة، وأنظمة ري تعتمد على الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى برامج تدريب عملي للسكان في مجال الزراعة التجديدية. تهدف المبادرة إلى تقديم حل عملي وقابل للتكرار للتكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي ودعم التجديد البيئي. ووصف إدريس نيجيرفان بارزاني، مؤسس ورئيس مؤسسة روانگە، المشروع بأنه “رمز للأمل والابتكار” ورؤية جريئة لمستقبل مختلف بعد عقود من النزاعات واستنزاف الموارد والتدهور البيئي في العراق، مؤكداً أن “الاستفادة من الطاقة الشمسية وإبداع شعبنا يحوّل الضعف إلى صمود ويضع الأساس لثورة خضراء”. وأكد مدير المؤسسة، حسن علاء الدين، أن المشروع “يمكّن المجتمعات من التحكم بمصادر طاقتها وغذائها وسبل عيشها”، موضحاً أن دمج الطاقة النظيفة مع الزراعة التجديدية يخلق “أنظمة بيئية يمكن للأسر أن تزدهر فيها”، مع رؤية لتكرار النموذج في مناطق أخرى تعاني من “الظلم المناخي“.
نموذج لمواجهة التغير المناخي في خامس أكثر دول العالم تضرراً
تعتبر المؤسسةُ المشروعَ حجرَ الزاوية ضمن حملة “كردستان الخضراء” الأوسع، التي شملت زراعة ما يزيد على 200 ألف شجرة خلال الأعوام الخمسة الماضية. يتوقع القائمون على المشروع أن تدخل القرية حيز التشغيل الكامل بنهاية عام 2025، مع خطط لتوسيع هذا النموذج ليشمل مواقع أخرى في كردستان ووسط العراق بحلول 2030، بالتعاون مع السلطات الإقليمية ومنظمات دولية. وكان علاء الدين قد بحث الشهر الماضي مع وزيرة الزراعة بالإقليم، بيكرد طالباني، سبل تسريع استعادة النظم البيئية وتدابير التكيف المناخي ومشاريع الاستدامة المجتمعية.
يُصنّف العراق، بحسب الأمم المتحدة، خامس أكثر دول العالم تأثراً بتغير المناخ، مواجهاً تحديات جسيمة كالأمن المائي والغذائي، وانخفاض هطول الأمطار، وسوء إدارة المياه. وشهد العراق في 2024 درجات حرارة لاهبة تجاوزت 50 درجة مئوية، ترافقت مع شح مائي واسع النطاق وتصحر وانخفاض حاد في الأمطار، فيما يعاني البلد أصلاً من نقص مزمن في الكهرباء يزداد سوءاً مع حرارة الصيف، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للمواطنين.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: rudaw
image credit: canva