سولارابيك، المملكة العربية السعودية – 8أبريل 2025: أشاد البنك الدولي بالتقدم الكبير الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في قطاع المياه، مؤكداً ريادتها العالمية في تعزيز كفاءة تحلية المياه وخفض استهلاك الطاقة. وجاءت هذه الإشادة ضمن تقرير البنك الأخير بعنوان “التحديث الاقتصادي لدول الخليج: مواجهة تحدي المياه في دول مجلس التعاون الخليجي – مسارات نحو حلول مستدامة”، الذي اعتبر المملكة نموذجاً رائداً يُحتذى به عالمياً، وسلط الضوء بشكل خاص على الإنجازات التقنية لمحطة الشُعيبة-5 التي أرست معايير جديدة لكفاءة استهلاك الطاقة في عمليات التحلية.
“الشُعيبة-5”: قفزة نوعية في التحلية وكفاءة الطاقة
تُعد محطة الشُعيبة-5، بطاقتها الإنتاجية الضخمة التي تصل إلى 664,490 متراً مكعباً يومياً، المحطة الأكثر تطوراً من نوعها داخل المملكة. ونجحت المحطة في تحقيق إنجاز غير مسبوق عالمياً بتسجيلها أدنى معدل لاستهلاك الطاقة على الإطلاق في عمليات التحلية، حيث بلغ 2.34 كيلوواط ساعة فقط لكل متر مكعب. ويُظهر هذا الرقم كفاءة استثنائية مقارنة بالمعدل السائد في المحطات التقليدية الذي يتراوح بين 4 إلى 5 كيلوواط ساعة للمتر المكعب الواحد. ويعود الفضل في هذه الكفاءة التشغيلية العالية إلى تبني ابتكارات تقنية متطورة، أبرزها استخدام أغشية تناضح عكسي متقدمة تتطلب ضغطاً وطاقة أقل، وتوظيف أجهزة متخصصة لاستعادة الطاقة تعمل على استرجاع الضغط وإعادة استخدامه خلال عملية التحلية، فضلاً عن تطبيق أنظمة معالجة أولية محسّنة تقلل من ترسبات الأملاح وتساهم في إطالة العمر الافتراضي للأغشية الحيوية. وعزز دمج مصادر الطاقة المتجددة، وتحديداً الطاقة الشمسية، من كفاءة المحطة عبر تقليل الاعتماد على شبكة الكهرباء التقليدية.
استراتيجية مستدامة: خفض التكاليف وتحقيق الأهداف البيئية
أكد تقرير البنك الدولي أن هذا التحول الملحوظ في تقنيات التحلية لا يقتصر أثره على خفض التكاليف التشغيلية للمحطات بشكل كبير، بل يمثل أيضاً خطوة استراتيجية مهمة نحو تحقيق أهداف المملكة الطموحة في مجال الاستدامة البيئية. وتعمل هيئة المياه السعودية حالياً على تنفيذ خطة استراتيجية تهدف إلى خفض كثافة استهلاك الطاقة في قطاع المياه بنسبة 30% بحلول عام 2030، وذلك بالمقارنة مع مستويات عام 2019. وتعتمد الهيئة في تحقيق هذا الهدف على مسارين رئيسيين: تبني أحدث التقنيات المتقدمة في عمليات المياه المختلفة، وتطبيق سياسات صارمة تضمن الاستدامة التشغيلية والبيئية. ويقدم نجاح محطة الشُعيبة-5 دليلاً ملموساً على ريادة المملكة ويجعل منها نموذجاً عالمياً يمكن للمناطق التي تواجه تحديات ندرة المياه الاستفادة منه، مؤكداً دورها القيادي في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المائية العالمية.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: spa
image credit: canva