سولارابيك – 9 ابريل 2025: شهد سوق السيارات الكهربائية في عام 2024 تغيّرات جذرية أربكت التوقعات السابقة حول مسار نمو هذا التوجه. فبعد سنوات من التوسع المتسارع والواضح في الاتجاه، واجه القطاع تقلبات حادة، تمثلت بانخفاض ملحوظ في مبيعات شركة تسلا وتباطؤ في السوق الأوروبي، في الوقت الذي شهد فيه السوق الصيني نموًا هائلًا دفع بعض الدول إلى فرض تعريفات جديدة على واردات السيارات من الصين.
بين النماذج والواقع: انكسار منحنى النمو المتوقع
لطالما استخدمت شركات الأبحاث والمحللون نموذج “المنحنى على شكل حرف S” لتوقع تبنّي التقنيات الجديدة، ومنها السيارات الكهربائية. هذا النموذج يفترض أن النمو يبدأ ببطء، ثم يتسارع بشكل كبير قبل أن يستقر تدريجيًا. ورغم نجاح هذا النموذج في السنوات الماضية، إلا أن بيانات عام 2024 كشفت عن انحراف واضح في مسار النمو، خصوصًا في حالة تسلا، مما يشير إلى انكسار مؤقت في النموذج الذي بُنيت عليه توقعات الصناعة.
وقد كان هناك تباين في وضع الأسواق في الدول المختلفة فثلاً الصين، لا تزال تسير وفق منحنى النمو على شكل S، حيث يواصل المستهلكون تبني السيارات الكهربائية بوتيرة سريعة ومنتظمة، ما يعزز موقع الصين كقوة محركة لهذا القطاع عالميًا. أما في أوروبا فقد شهد السوق تراجعًا في النمو خلال العام الماضي، وتشير البيانات الحديثة إلى انفصال شبه تام عن النموذج المتوقع، في ظل عوامل منها التباطؤ الاقتصادي وتقلبات السياسات الحكومية.
وأخيرًا في أمريكا لا يُعد وضع السوق سيئًا جدًا على الرغم من انحراف المبيعات عن المسار المتوقع، لكنه لا يرقى أيضًا إلى التفاؤل السابق.
أما بالنسبة للتحديات والأسباب التي تحول دون استمرار النمو بنفس الوتيرة السابقة، فيمكن تلخيصها كالتالي:
- إلغاء الحوافز المالية المخصصة لمشتري السيارات الكهربائية.
- فرض تعريفات جديدة على السيارات المستوردة.
- تأخر تطوير البنية التحتية لمحطات الشحن.
- ردود الفعل السلبية تجاه تسلا على خلفية بعض السياسات والقرارات.
- تخفيف معايير الانبعاثات البيئية.
- تصاعد إنكار التغير المناخي في بعض الدوائر السياسية والإعلامية.
من منحنى S إلى “وادي خيبة الأمل”
تشير بعض التحليلات إلى أن ما نشهده قد يكون جزءًا من “دورة الضجيج” وفق نموذج جارتنر، حيث يتحول التفاؤل المفرط في البداية إلى حالة من الإحباط المؤقت تُعرف بـ”وادي خيبة الأمل”، قبل أن يعود النمو من جديد على أسس واقعية ومستقرة.
وفعلاً لا يزال النمو العالمي لمبيعات السيارات الكهربائية مستمرًا، مدفوعًا بقوة من أسواق مثل الصين والنرويج رغم التحديات في الأسواق الغربية. ومع ذلك، فإن التأخيرات في الغرب قد تعني تأجيلًا للنمو الحتمي، مما قد يؤدي إلى عزل الأسواق الغربية مؤقتًا عن المنافسة العالمية، إلى حين استعادة القدرة على المنافسة والإنتاج.
في النهاية فإن الواقع يشير إلى أن منحنى النمو لن يكون خطيًا، وأن تبني التكنولوجيا، خاصة في القطاعات الكبرى مثل النقل، لا يخلو من التذبذبات. لكن يبقى الأمل معقودًا على أن هذه المرحلة ليست سوى فترة انتقالية نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Clean Technica