سولارابيك، أفريقيا- 14 أبريل 2025: دعا بنك التنمية الأفريقي (AfDB) الدول الأفريقية إلى إعادة رسم موقعها في خريطة التحول العالمي المتسارع نحو الطاقة النظيفة، مؤكداً على ضرورة الانتقال الحاسم من مجرد تصدير كنوزها المعدنية الاستراتيجية كمواد خام إلى تطوير قدرات تصنيعية محلية تضيف قيمة لهذه الموارد الحيوية. وجاءت هذه الدعوة على لسان رئيس البنك، الدكتور أكينوومي أديسينا، الذي شدد في بيان حديث على الدور المحوري الذي تلعبه القارة، أو يجب أن تلعبه، في تزويد العالم بالمعادن الأساسية لتقنيات الطاقة المتجددة، مثل الكوبالت والبوكسيت والمنغنيز والفاناديوم، والتي تعتبر عصب صناعات البطاريات والألواح الشمسية وغيرها من مكونات البنية التحتية للطاقة النظيفة.
إمكانات هائلة تنتظر الاستغلال: من الكوبالت الكونغولي إلى الألواح الشمسية النيجيرية
أشار أديسينا إلى الثروة المعدنية الهائلة التي تمتلكها القارة، ضارباً المثل بجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تنتج بمفردها نحو 70% من إمدادات الكوبالت العالمية، وهو معدن لا غنى عنه في صناعة بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في السيارات الكهربائية والإلكترونيات. وحث الدول الأفريقية على استلهام تجارب دول مثل إندونيسيا، التي عززت صناعاتها التحويلية بحظر تصدير النيكل الخام، والصين التي هيمنت على أكثر من 80% من قدرات تكرير المعادن عالمياً بفضل تنسيق سياساتها والاستثمار المدروس في البنية التحتية. ولفت أديسينا بشكل خاص إلى نيجيريا، موضحاً إمكاناتها الواعدة لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج الألواح الشمسية، مستفيدة من توفر المعادن اللازمة محلياً وانخفاض تكاليف الإنتاج نسبياً، مؤكداً أن تحقيق ذلك يتطلب تبني سياسة صناعية واضحة وموجهة نحو استغلال المعادن الحيوية لدفع عجلة التصنيع المحلي المرتبط بتقنيات الطاقة النظيفة.
تحدي “علاوة المخاطر” ومبادرات لتعزيز الثقة والاستقرار المالي
تطرق رئيس بنك التنمية الأفريقي إلى أحد أكبر المعوقات التي تواجه الاستثمار والتنمية في القارة، وهو استمرار ما يُعرف بـ “علاوة المخاطر الأفريقية” في أسواق رأس المال العالمية. وأعرب عن أسفه لهذا التصور الذي وصفه بـ “غير العادل”، والذي يتسبب في تحميل المستثمرين تكاليف تمويل أعلى بما يتراوح بين ثلاث وخمس مرات مقارنة بالمناطق الأخرى، مشيراً إلى تقديرات تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن تصحيح هذا التصور الخاطئ للمخاطر قد يوفر على القارة ما يصل إلى 75 مليار دولار سنوياً من تكاليف تمويل الديون. ولمواجهة هذه التحديات، كشف أديسينا عن مبادرتين رئيسيتين: الأولى، موافقة الاتحاد الأفريقي على تأسيس “وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية” لتقديم تقييمات موضوعية ومستقلة للمخاطر الائتمانية تتناسب مع الواقع الاقتصادي للقارة. والثانية، تدشين “آلية استقرار التمويل الأفريقية”، التي طورها البنك بناءً على طلب الاتحاد الأفريقي، بهدف توفير شبكات أمان مالية للدول الأعضاء، ويتوقع أن تساهم عند تشغيلها الكامل في إعادة تمويل نحو 10 مليارات دولار سنوياً من مدفوعات خدمة الديون خلال العقد المقبل، مؤكداً التزام البنك بدعم مسار التنمية المستدامة في أفريقيا عبر تعزيز التصنيع وتوفير فرص استثمار عادلة ودعم الاستقرار المالي.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: afdb
image credit: canva