سولارابيك – 14 ابريل 2025: أصدرت المنظمة البحرية الدولية (IMO) هذا الشهر أول سياسة مناخية ملزمة لقطاع الشحن البحري، في محاولة جادة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أحد أكثر القطاعات إسهامًا في التلوث الكربوني العالمي.
القرار الجديد يلزم القطاع البحري العالمي بتحقيق صافي انبعاثات صفرية “بحلول أو حوالي عام 2050″، ويتضمن حزمة من الإجراءات أبرزها معيار عالمي لكثافة وقود غازات الدفيئة بحيث يبدأ تطبيقه تدريجيًا عام 2027، بالإضافة إلى آلية تسعير الكربون من مستويين.
وتشمل الآلية فرض غرامات تصل إلى 380 دولارًا عن كل طن من ثاني أكسيد الكربون تتجاوزه السفن عن مخصصاتها السنوية، مما يُحدث تحولًا كبيرًا في تكلفة الشحن، لا سيما للسفن التي تعتمد على الوقود الأحفوري. ورغم ذلك، يرى بعض الخبراء أن هدف عام 2030، المتمثل في خفض الانبعاثات المطلقة بنسبة 20% إلى 30%، قد لا يتحقق بسبب تأجيل تطبيق تسعير الكربون إلى عام 2028.
وفيما لا تزال الرؤية غير واضحة بشأن خطوات ما بعد 2040، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بدعوى أن ضريبة الكربون “غير عادلة للشحن الأمريكي”، ما أثار موجة انتقادات دولية وألقى بظلال من الشك على جدوى التطبيق الشامل للاتفاق.
ويشير محللون إلى أن الاتفاق تجاهل التغيرات المتوقعة في سوق الشحن البحري، خاصة مع توقعات بانخفاض كبير في حجم الشحن العالمي بحلول عام 2100، نتيجة تراجع تجارة الوقود الأحفوري وزيادة الاعتماد على الصلب المعاد تدويره، الأمر الذي يعيد تشكيل مستقبل القطاع جذريًا.
في هذا السياق، يقترح خبراء في القطاع مسارات بديلة أكثر مرونة، منها الاعتماد على البطاريات والوقود الحيوي بدلًا من الخيارات المكلفة مثل الوقود الاصطناعي أو الأمونيا الخضراء. يمكن استخدام البطاريات لتشغيل السفن في المسافات القصيرة، خاصة داخل مناطق التحكم في الانبعاثات (ECAs) والموانئ، بينما يمكن الاعتماد على وقود الديزل الحيوي (HVO) للرحلات الطويلة، حيث يقلل من الانبعاثات بنسبة تصل إلى 85%.
وبينما يُطرح الميثانول الحيوي كخيار محتمل لرحلات الطيران الطويلة، يُستبعد استخدام الأمونيا على نطاق واسع بسبب تكلفتها العالية وتعقيدات التخزين والتشغيل.
ويرى الخبراء أن عملية إزالة الكربون من قطاع الشحن ستعتمد بشكل أساسي على تقليص عدد السفن، وتقليل المسافات المقطوعة، وخفض كميات الوقود المستخدمة، مما يعني تحولًا في طبيعة التجارة العالمية نحو الطابع الإقليمي. ووفقًا لهذا السيناريو، فإن معظم الشحن قصير المدى سيتحول إلى الكهرباء، بينما سيتقلص الشحن لمسافات طويلة، ويُخدم ما تبقى باستخدام البطاريات والوقود الحيوي في معظم الرحلات.
وبين الطموحات البيئية والاعتبارات الاقتصادية، يقف قطاع الشحن العالمي أمام مفترق طرق تاريخي، سيحدد خلال العقود القادمة ما إذا كان قادرًا على السير بثبات نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات، أو أن أمواج التحديات ستُبقيه في مياه التلوث والبيروقراطية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Clean Technica
Image credit: Canva library