سولارابيك – الصين – 6 ابريل 2025: في خطوة توصف بأنها “ضربة جراحية دقيقة”، فرضت الصين نظام تراخيص تصدير على مجموعة من المعادن الحيوية، تشمل الديسبروسيوم، والتيربيوم، والتنجستن، والإنديوم، والإيتريوم. ورغم أن الإجراء لا يُعد حظرًا مباشرًا، إلا أنه يمنح بكين سيطرة فعلية على الإمدادات العالمية لتلك المواد، ما يعزز نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي في وقت حساس عالميًا.
معادن تقود المستقبل الصناعي
تشكل هذه المعادن أساسًا تقنيًا بالغ الأهمية لمجموعة من الصناعات الاستراتيجية، من أبرزها المركبات الكهربائية، وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، والصناعات الدفاعية المتطورة. فبدونها، تتعطل محركات السيارات الكهربائية، وتتوقف مصانع الألواح الشمسية، ويضعف أداء أنظمة التسليح الحديثة.
أمريكا في موقف ضعف
أظهرت هذه الخطوة الصينية حجم الاعتماد الكبير الذي تُبديه أمريكا على بكين في توفير هذه المعادن، نتيجة عقود من الاستيراد غير المدروس وتجاهل التحذيرات المتكررة بشأن مخاطر سلاسل التوريد. وقد أدى هذا النهج إلى جعل الاقتصاد الأمريكي عُرضة لابتزازات استراتيجية محتملة، وقلّص من قدرته على الرد السريع أو تأمين بدائل محلية.
ولكن ما هي الآثار المترتبة على القرار الصيني والقطاعات أمريكية الأساسية المتأثرة؟
- القطاع الدفاعي: حيث تعتمد أنظمة الأسلحة الدقيقة، والمحركات الكهربائية للمعدات العسكرية، والمواد المقاومة للرصاص على هذه المعادن.
- الرقائق الإلكترونية: يُعد التنجستن والإنديوم من العناصر الأساسية في تصنيع أشباه الموصلات، ما يُنذر بتعطيل سلاسل تصنيع الشرائح الدقيقة.
- التكنولوجيا النظيفة: يتأثر إنتاج محركات السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، وتوربينات الرياح سلبًا، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز تحولها نحو الطاقة النظيفة.
تداعيات اقتصادية وارتفاع في الأسعار
بدأت الأسواق تشهد بالفعل ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المعادن المشمولة بالقيود الصينية، الأمر الذي يُنذر بزيادة التكاليف وتعطّل في عمليات الإنتاج في عدد كبير من الصناعات المتقدمة، سواء داخل أمريكا أو لدى حلفائها. ومن المرجح أن يمتد التأثير إلى المستهلكين في صورة تأخيرات، وارتفاع في أسعار المنتجات النهائية.
كما وجه العديد من المحللين انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية السابقة التي أهملت تنويع مصادر التوريد ولم تعالج هشاشة سلاسل الإمداد. وفي إطار البحث عن حلول طويلة الأمد، طُرحت عدة توصيات، منها:
- إعادة النظر في الرسوم الجمركية التي تعيق التعاون مع دول حليفة غنية بالموارد.
- إعادة بناء القدرات المحلية لاستخراج ومعالجة المعادن بالتعاون مع دول حليفة، رغم أن هذا المسار يتطلب وقتًا واستثمارات كبيرة.
- دعم مبادرات إعادة التدوير لاستعادة المعادن من المنتجات الإلكترونية المهملة.
- تطوير مواد بديلة يمكن أن تحل محل المعادن النادرة في بعض الاستخدامات الصناعية.
يُمكن القول إن السيطرة الصينية على هذه المواد الحيوية تُشكّل تهديدًا مباشرًا لقدرة أمريكا على المنافسة الصناعية وضمان أمنها القومي في المستقبل القريب. ويؤكد هذا التطور الحاجة إلى تحول جذري في السياسات الأمريكية، ليس فقط في إدارة علاقاتها الاقتصادية مع الصين، بل أيضًا في إعادة رسم استراتيجيتها الصناعية والبيئية على أسس أكثر صلابة واستقلالية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Clean Technica
Image credit: Canva Library