سولارابيك – دبي، الإمارات العربية المتحدة– 14 أبريل 2025: تسعى جوجل “Google” من خلال استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا، حيث يُعيد هذا الابتكار تشكيل الكفاءات ويفتح آفاقًا جديدة في قطاعات متعددة مثل الرعاية الصحية، مما يُثري تجربة المستخدم ويُحدث نقلة نوعية في تقديم الخدمات الرقمية. ومع ذلك، بدأ الأثر البيئي لهذه التقنيات يتجلى بشكل ملحوظ في خضم التوسع السريع الذي تشهده الشركة.
في تقرير “فرصة الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف المناخ في أوروبا – خريطة طريق السياسة”، وضعت جوجل نفسها في قلب النقاش العالمي حول كيفية إيجاد توازن بين التقدم التكنولوجي وبين الحفاظ على البيئة. ورغم مساعي الشركة لتقديم نموذج يحتذى به في الاستدامة – بدءًا من تحقيق الحياد الكربوني في عام 2007، وتطابق استهلاكها للكهرباء مع الطاقة المتجددة منذ عام 2017، ووضعها لخطط لخلو عملياتها من الكربون بحلول عام 2030 – فإن الاستخدام المكثف لنظم الذكاء الاصطناعي مثل “Gemini” يبرز تحديات جديدة.
لقد اعتمدت جوجل على أنظمة الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتعزيز منتجاتها كـ Google Earth وGmail وDocs، بل أيضاً لتمكين الشركات من اتخاذ قرارات بيئية مبنية على بيانات جغرافية دقيقة، مثل تحديد مواقع المزارع الشمسية. ومع ذلك، فإن التدريب وتشغيل هذه النماذج يتطلب استهلاكًا طاقيًا هائلًا يضع ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية السحابية، التي تدعم أيضًا خدمات ضخمة مثل يوتيوب والبحث، مما يزيد من حِمل استهلاك الطاقة والمياه.
وحسبما أوضحت كيت براندت، رئيسة قسم الاستدامة في جوجل: “قدّم برنامج جوجل إيرث تمثيلًا ثلاثي الأبعاد لكوكبنا أتاح لمجموعة واسعة من المستخدمين استكشاف الأرض من زوايا متعددة، بينما تُستغل تقنياتنا لتحليل مواقع الطاقة المتجددة بدقة، ما يُسرّع من اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.”
ولكن ارتفاع الانبعاثات، الذي بلغ نسبة 48% بين 2019 و2023، مؤكدًا توسع عمليات الشركة وتزايد الطلب على خدمات السحابة، يرفع الشكوك حول مدى توافق التطور التكنولوجي مع الالتزامات المناخية جنبا إلى جنب مع الانتقادات التي ترى أن نمو الذكاء الاصطناعي يُعيق التقدم نحو الاستدامة. فقد قالت فيكي جانسن، الباحثة في مشروع DATACTIVE بجامعة أمستردام: > “لا يمكن الاستمرار في زيادة الانبعاثات والادعاء بالسير على درب الاستدامة؛ إنه ينبغي إعادة النظر في طموحات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع الأهداف المناخية.”
علاوة على ذلك، تبرز فجوة الشفافية فيما يتعلق بالتأثير البيئي لنماذج الذكاء الاصطناعي؛ فبينما تنشر جوجل تقاريرها البيئية، إلا أنها تفتقر غالبًا إلى التفاصيل الدقيقة حول استهلاك الطاقة والمياه الخاص بخدمات الذكاء الاصطناعي، مما يعقد عملية التحقق من أثاره الفعلية ويجعل المساءلة شبه مستحيلة. وهذا التحدي لا يقتصر على جوجل وحدها، بل يمتد إلى باقي الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا.
ومن جانب آخر، يشكل استهلاك المياه في مراكز البيانات – والتي تعد العمود الفقري لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي – تحديًا بيئيًا إضافيًا. ففي عام 2021، استهلكت هذه المراكز ٥٫٦ مليار جالون من المياه عالميًا؛ مما يرهق الموارد المائية خاصة في المناطق المعرضة لجفاف متزايد. تُبرز هذه الوقائع الحاجة الملحّة لتحقيق توازن بين النمو التكنولوجي والحفاظ على البيئة المحلية.
ورغم تلك التحديات، تسعى جوجل وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وميتا وأمازون إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق أكثر استدامة، حيث تعمل فرق مثل Google DeepMind على تحسين كفاءة النماذج وتقليل موارد التدريب والتشغيل عبر جدولة أكثر ذكاءً وتعزيز مفهوم “الذكاء الاصطناعي الأخضر”. وفي هذا السياق تقول فيكي: “ليس هناك شك في الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي لمساعدة العالم في مواجهة تحديات الاستدامة، لكن التطبيق الحالي يثير تساؤلات حول ما إذا كان الحل أصبح جزءًا من المشكلة.”
يبقى مستقبل الذكاء الاصطناعي قصةً متطورة تعتمد على قدرات شركات التكنولوجيا في تحقيق التوازن بين الابتكار السريع والمساءلة البيئية، من خلال تقارير شفافة وتحسينات ملموسة في كفاءة الطاقة واستهلاك الموارد.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Technology Magazine