سولارابيك، العراق – 7 أبريل 2025: تتكاتف جهود الصين والعراق لمعالجة أزمة الكهرباء المستعصية في العراق عبر تأسيس مختبر بحثي مشترك بين جامعتي ووهان وبغداد. يهدف المختبر، الذي حظي بموافقة وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، إلى استغلال الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية والتكنولوجيا الذكية لتطوير حلول مستدامة تضمن استقرار الطاقة في بلد يعاني من انقطاعات متكررة للتيار رغم امتلاكه لرابع أكبر احتياطي نفطي عالمي وموارد شمسية وفيرة.
تفاصيل الشراكة والمختبر المشترك
يدعم المختبر المشترك من الجانب الصيني كلية الهندسة الكهربائية والأتمتة بجامعة ووهان، مستفيداً من مرافقها التجريبية المتقدمة التي تشمل محاكاة ديناميكيات أنظمة الطاقة، وسلامة المعدات والأنظمة الكهربائية، وحماية بيئة شبكات الكهرباء، لتوفير بيئة بحثية مثالية. وخصصت جامعة بغداد من جانبها مساحة تبلغ 1000 متر مربع للأبحاث والمكاتب، بالإضافة إلى إتاحة مرافقها ومعداتها العلمية القائمة لدعم أعمال المختبر المشترك المتخصص في الشبكات الذكية الصغيرة وتخزين الطاقة.
جذور الأزمة والنهج المبتكر للحل
يعاني العراق، وفقاً لتصريحات الأستاذ المشارك بجامعة بغداد غمكين عزت رشيد، من صعوبة في موازنة توليد واستهلاك الكهرباء بسبب ضعف البنية التحتية لشبكته، مما يؤدي لنقص حاد في ساعات الذروة وهدر كبير خارجها، فضلاً عن ارتفاع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والتلوث البيئي جراء الاعتماد المكثف على الوقود الأحفوري. ويتبنى المختبر نهجاً من ثلاث خطوات لمعالجة الأزمة، كما أوضح فانغ هواليانغ، الأستاذ المشارك بجامعة ووهان. تبدأ الخطوة الأولى بتركيب أنظمة شمسية ووحدات تخزين لكل أسرة عراقية، بتكلفة تقديرية تبلغ 7000 دولار للنظام المنزلي (10 كيلوواط شمسي و10 كيلوواط/ساعة تخزين)، وهو ما يقارب متوسط الدخل السنوي للأسرة العراقية (6000-10000 دولار) ويقارن إيجابياً مع النفقات الشهرية الحالية على المولدات الخاصة (35-300 دولار). وتتضمن الخطوة الثانية تطوير شبكات أكثر ذكاءً عبر تقنيات مثل آلية موازنة الشبكة الصغيرة لتقليل الهدر وتحقيق الاستقرار. وتهدف الخطوة الثالثة، التي تسعى للانتقال منخفض الكربون والحياد الكربوني، إلى موازنة دقيقة بين العرض والطلب على الطاقة المتجددة باستخدام تقنية “البلوك تشين” وإدخال آلية حوافز بأرصدة كربونية تكافئ الأسر الموفرة للطاقة بـ”أصول رقمية” قابلة للتداول.
التصنيع والتوسع الإقليمي المستهدف
اتفقت الجامعتان على تفويض شركتين، إحداهما مسجلة في العراق والأخرى في الصين، لاستغلال كافة حقوق الملكية الفكرية الناتجة عن المختبر في التطبيقات الصناعية. وستقدم هاتان الشركتان، بفضل معرفتهما بالسوق العراقية، رؤى مباشرة لفريق البحث والتطوير لضمان توافق الابتكارات مع متطلبات السوق وتسهيل تصنيع نتائج الأبحاث. ويُتوقع أن تعمل الشركتان على ترويج صادرات منتجات وخدمات صناعات الخلايا الكهروضوئية وتخزين الطاقة الصينية. وسيستفيد فريق البحث من خبرة جامعة ووهان في الاستشعار عن بعد، باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لمراقبة انبعاثات الكربون في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، والمساعدة في تخطيط نشر الطاقة المتجددة. وأكد فانغ السعي للتوصل إلى حلول تنمية خضراء قابلة للتكرار لتسهيل تحولات الطاقة في دول مبادرة الحزام والطريق.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: china daily
Image created by AI